هو من شهود الوصيَّة على رواية الكافي و الوافي و البحار، له إدراك، و كان رئيساً كبيراً فيهم.
قال مُجالِد بن سَعيد: لمَّا سار سَعيد بن العاص حين كان أمير الكوفة لعثمان، فثار عليه أهل الكوفة، فتوجَّه إلى عثمان، فاجتمع قرَّاء الكوفة، فامَّروا عليهم يزيدبنقَيْس هذا، ثُمَّ كان مع عليّ في حروبه، و ولّاه شرطته، ثُمَّ ولّاه بعد ذلك أصبهان و الرَّيّ و هَمْدان، و إيَّاه عنى القائل بعد ذلك يخاطب معاوية من أبيات:
مُعَاوِيَ إنْ لا تُسْرِع السَّيْرَ نَحْوَنَا * * * فَبَايِعْ عَلِيّا أو يَزيدَ اليَمَانِيا. [3]
كان يزيدبنقَيْس من الثَّائرين على عثمان بالكوفة، و النَّاقمين عليه شديداً، لقد أعلن خلعه في المسجد، و هو من السَّائرين إلى سعيد بن العاص، حَتَّى ردّوه من العُذيب إلى المدينة.
قال ابن سعد: و أقبل سعيد بن العاص حَتَّى نزل العُذيب- و كان سعيد عامل عثمان على الكوفة- فدعا الأشْتَر يزيدبنقَيْسالأرْحَبيّ، و عبد اللَّه بن كِنانَة العَبْديّ، و كانا مِحْرَبين، فعقد لكل واحد منهما على خمسمائة فارس، و قال لهما:
سيرا إلى سعيد بن العاص فأزْعِجاه و ألْحِقاه بصاحبه، فإن أبَى فاضربا عنقه