responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مكاتيب الأئمة(ع) المؤلف : الأحمدي الميانجي، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 253

عَبُوساً قَمطَرِيراً، يوماً كانَ شَرُّهُ مُستَطِيراً، أما إنَّ شَرَّ ذلِكَ اليَومِ وفَزَعَهُ استَطارَ، حَتَّى فَزِعَت مِنهُ المَلائِكَةُ الَّذِين لَيستْ لَهُم ذُنوُبٌ، والسَّبعُ الشِّدادُ، والجِبالُ الأوتادُ، والأرضُونَ المِهادُ، وانشقَّتِ السَّماءُ فهي يَومَئذٍ واهية، وتغيَّرَتْ فكانَتْ وَرِدَةً كالدِّهانِ، وكانَتِ الجِبالُ سَراباً بعدما كانَتْ صُمّاً صِلاباً، يقول سبحانه: «وَ نُفِخَ فِى الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِى السَّمَوَتِ وَ مَن فِى الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَآءَ اللَّهُ» [1] فَكيفَ بِمَنْ يَعصِيهِ بالسَّمعِ والبَصرِ واللِّسانِ واليَدِ والرِّجلِ والفرْجِ والبَطنِ، إن لم يغفر اللَّهُ ويرحَمُ.

واعلَمُوا عِبادَ اللَّهِ أنَّ ما بَعدَ ذلِكَ اليَومِ أشدُّ وأدهى علَى مَنْ لَمْ يَغفِرِ اللَّهُ لَهُ مِن ذلِكَ اليومِ، فإنَّهُ يقضي ويَصيرُ إلى غيرِهِ؛ إلى نارٍ قَعرُها بَعيدٌ، وحَرُّها شَدِيدٌ، وعذابُها جديدٌ، وشَرابُها صَدِيدٌ، ومقامِعُها حَدِيدٌ، لا يَفتَرُ عَذابُها، ولا يَموتُ ساكِنُها، دارٌ لَيستْ للَّهِ سُبحانَهُ فيها رَحمَةٌ، ولا يُسمَعُ فيها دَعوَةٌ.

واعلَموا عِبادَ اللَّهِ أنَّ مَعَ هذا رَحمَةَ اللَّهِ الَّتي وَسِعَتْ كُلَّ شَي‌ء لا تَعجَزُ عَنِ العِبادِ، وجَنَّةً عَرضُها كَعَرضِ السَّماواتِ والأرضِ أُعِدَّتْ للمُتَّقينَ، خيرٌ لا يَكونُ مَعَهُ شرٌّ أبداً، وشهوَةٌ لا تَنفَدُ أبداً، ولَذَّةٌ لا تفنى أبداً، ومجمعٌ لا يتفرَّقُ أبداً، قَومٌ قد جَاوَروا الرَّحمنَ، وقامَ بَينَ أيديهِم الغِلمانُ، بِصِحافٍ مِن ذَهَبٍ فيها الفاكِهَةُ والرَّيحانُ.

فقال رجل: يا رَسولَ اللَّهِ 6، إنِّي أُحِبُّ الخيلَ، أ في الجَنَّةِ خَيلٌ؟- قال: نَعَم، والذي نَفسي بيدِهِ، إنَّ فيها خيلًا من ياقوتٍ أحمَر عليها يَركَبُونَ، فَتَدِفّ بِهِم خِلالَ وَرقِ الجَنَّةِ. قال رجل: يا رسولَ اللَّهِ 6، إنِّي يُعجِبُني الصَّوتُ الحسَنُ؛ أ في الجَنَّةِ

____________

[1] الزمر: 68.

اسم الکتاب : مكاتيب الأئمة(ع) المؤلف : الأحمدي الميانجي، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 253
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست