اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي الجزء : 1 صفحة : 679
«إنَّ اللَّه يَهدي ويُضلُّ» وقال: «وما امِرُوا إلّابدون
سَعَتِهم، وكُلُّ شيءٍ امِرَ الناسُ به فَهُمْ يَسَعونَ له، وكُلُّ شيءٍ لا
يَسَعونَ له فهو موضوعٌ عنهم، ولكنّ الناسَ لاخيرَ فيهم» ثمّ تلا عليه السلام: «لَيْسَ
عَلَى الضُّعَفاءِ وَ لا عَلَى الْمَرْضى وَ لا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما
يُنْفِقُونَ حَرَجٌ» فوضع عنهم «ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَ
اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ* وَ لا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ» قال: «فوضع
عنهم لأنّهم لا يَجِدونَ».
باب الهداية أنّها من
اللَّه عزّ و جلّ
1. عدَّةٌ من أصحابنا،
عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل، عن أبي إسماعيل السرّاج، عن ابن
مُسكانَ، عن ثابتٍ أبي سعيد، قال: قال أبو عبد اللَّه عليه السلام: «يا ثابت، ما
لكم وللناسِ، كُفُّوا عنالناسولا تَدْعُوا أحداً إلى أمْرِكم، فواللَّه لو أنّ أهلَ
السماوات وأهلَ الأرضين اجْتَمَعُوا على أن يَهْدُوا عبداً يُريدُ اللَّهُ ضلالتَه
ما استطاعوا على أن يَهْدوه، ولو أنَّ أهلَ السماوات وأهلَ الأرضين اجتمعوا على أن
يُضِلّوا عبداً يُريدُ اللَّهُ هدايتَه
و تكون قدرتهم مستقلّة
في التأثير بحيث لا تأثير لقدرة اللَّه تعالى في أفعالهم.
وقوله: (إنّ اللَّه يهدي
ويضلّ) أي يوصل إلى المطلوب ولا يوصل، أو يوفّق ويخذل بدون لزوم جبر، أو (ظ) يخلق
السعادة والشقاء بدون لزوم جبر.
وقوله: (وما امروا
إلّابدون سعتهم) أي ما امروا بالجبر، بل مع القدرة المؤثّرة وعند السعة.
وقوله: (ولكنّ الناس لا
خير فيهم) أي العصاة، أو أكثر الناس لا خير فيهم ...[1] والحرج:
الضيق.
[باب الهداية أنّها من
اللَّه عزّ وجلّ]
قوله عليه السلام: (ولا
تدعوا أحداً إلى أمركم)
أي دينكم، والمراد النهي
عن ذلك في زمن التقيّة، والمراد بالهداية في قوله عليه السلام: (أن يهدوا عبداً)
وفي قوله: (على أن يهدوه) وفي قوله: (يريد اللَّه هدايته) الإيصال إلى المطلوب