اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي الجزء : 1 صفحة : 665
12. محمّد بن أبي عبد اللَّه وغيره، عن سهل بن زياد، عن أحمدَ بن
محمّد بن أبي نصر قال: قلتُ لأبي الحسن الرضا عليه السلام: إنَّ بعضَ أصحابنا
يقولُ بالجَبْرِ، وبعضهم يقول بالاستطاعة، قال: فقال لي: «اكْتُبْ: بسم اللَّه
الرحمن الرحيم، قال عليُّ بن الحسين: قال اللَّه عزّ وجلّ: يا ابن آدم، بمشيئتي
كنتَ أنت الذي تشاءُ، وبقوّتي أدَّيْتَ إلَيَّ فرائضي، وبنعمتي قَوِيتَ على
معصيتي، جَعَلْتُك سميعاً بصيراً، ما أصابَك من حَسَنَةٍ فمِنَ اللَّهِ، وما
أصابَك من سيّئةٍ فمِنْ نفسِك، وذلك أنّي أولى بحسناتك منك، وأنتَ أولى بسيّئاتك
منّي، وذلك أنّي لا اسْألُ عمّا أفعَلُ وهم يُسألونَ. قد نَظَمْتُ لك كلَّ شيءٍ
تُريدُ».
13. محمّد بن أبي عبد
اللَّه، عن حسين بن محمّد، عن محمّد بن يحيى، عمّن حَدَّثَه، عن أبي عبد اللَّه
عليه السلام قال: «لا جَبْرَ ولا تفويضَ، ولكن أمرٌ بين أمرين». قال: قلتُ وما
أمرٌ بين أمرين؟ قال: «مثل ذلك رجلٌ رأيتَه على معصية فنهيتَه فلم يَنْتَهِ
فتركتَه، ففَعَلَ تلك
قوله: (وبعضهم يقول
بالاستطاعة) إلخ
الاستطاعة لا تستعمل[1] إلّافي
الخلق، وقول الحواريين: «هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً
مِنَ السَّماءِ»[2] صدر عنهم في
وقت لم يكونوا على تحقيق واستحكام معرفة وقد عاتبهم عيسى عليه السلام وقال: «اتَّقُوا
اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ»[3]-[4].
ويطلق على ثلاثة معانٍ:
الأوّل: القدرة الزائدة
على ذات القادر.
والثاني: آلة تحصل[5] معها
القدرة على الشيء كالزاد والراحلة وتخلية السرب وصحّة البدن في استطاعة الحجّ.
الثالث: التفويض كما هو
مذهب القدريّة والمراد هنا المعنى الثالث[6].
وقوله: (قد نظمت لك كلّ
شيء تريد) من كلام الرضا عليه السلام.