responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 649

المنخفض.

ولمّا توهّم الشيخ من جوابه عليه السلام الجبر فقال له: (عند اللَّه أحتسب عنائي) وأحتسب على‌ فقال له: «مَهْ يا شيخُ، فواللَّه لقد عَظَّمَ اللَّهُ الأجرَ في مسيركم وأنتم سائرون، وفي مقامِكم وأنتم مقيمون، وفي مُنصرفِكم وأنتم منصرفون، ولم تكونوا في شي‌ءٍ من حالاتكم مُكرَهين ولا إليه مُضطرّين».

فقال له الشيخ: وكيف لم نَكُنْ في شي‌ء من حالاتنا مُكرَهين و لا إليه مُضطرّينَ و كان بالقضاء

صيغة المتكلّم وحده. والعناء- بفتح العين المهملة والنون-: النَصَب والتعب. كيف أحتسب تعبي في المسير إلى أهل الشام عند اللَّه، وأتوقّع الأجر والثواب عنه تعالى بإزائه، وليس ذلك المسير كما قلت إلّابقضاء اللَّه وقدره، فأنا مجبور فيه وليس للمجبور أجر في فعله وإن كان له عوض بإزاء الجبر عليه.

وقوله: (مه) بفتح الميم وسكون الهاء بمعنى اسكت، وقال الجوهري: «بمعنى اكفُفْ»[1] أي مه عن مثل هذا الكلام الدالّ على أنّه لا أجر لعبد في عمل.

وقوله: (فواللَّه لقد عظّم اللَّه) بتشديد الظاء المعجمة (لكم الأجر في مسيركم) أي سيركم مصدر ميمي (إلى أهل الشام وأنتم سائرون) أي أنتم سائرون بقدرتكم وإرادتكم المؤثّرة وعلّة فاعليّة للسير بالشركة، يعني شركاء للعلّة الفاعليّة له، وجزء أخير للعلّة التامّة له، والسير قائم بكم لا بغيركم.

وقوله: (وفي مقامكم) أي عظّم اللَّه أجركم في مقامكم، يعني لبثكم بحذاء العدوّ بصفّين (وأنتم مقيمون) بالمعنى الذي مرّ في السائرون، وكذا قوله: (وأنتم منصرفون ولم تكونوا في شي‌ء من حالاتكم مكرهين) كما زعمه صفوان بن جهم وأتباعه من الجبريّة الصرفة (ولا إليه مضطرّين) كما ذهب إليه الأشاعرة، ويؤول مذهبهم إلى الجبر حتّى يلزم من ذلك بطلان الأجر. ولمّا كان الإكراه أشدّ من الاضطرار، فالأوّل مناسب للأوّل، والثاني للثاني.

ولمّا توهّم الشيخ من الجوابين التدافع والتناقض بينهما، فقال له: (فكيف لم نكن في شي‌ء من حالاتنا مكرهين) إلخ فأجاب عنه عليه السلام في الردّ على التناقض الذي توهّمه بقوله:

«وتظنّ أنّه كان قضاءً حتماً» إلخ والقضاء الحتم- كما مرّ- هو القضاء الذي لا يكون لفعل‌


[1]. الصحاح، ج 4، ص 2250( مهه).

اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 649
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست