responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 471

بالأسباب الطبيعيّة من الأوضاع الفلكيّة والاستعدادات المادّيّة، فتكون من القسم الأوّل لا الثاني، هذا خلف، فلا بدّ أن يكون لها مبدأ آخر غير تلك المبادئ.

ولكون‌[1] تلك الامور الحادثة مشابهة للُامور الحادثة في أبداننا في الحدوث لا على المجرى الطبيعي، ولا عن الأسباب المتقدّمة من الاستعدادات، بل عن مبادئ نفسانيّة يشبه أن يكون مبدؤها نفساً للعالم بجملته وكلّيّته وهي نفس الكلّ؛ فإنّ حدوث تلك الحوادث شبيهة بحدوث امور غريبة نادرة في أبداننا عن مبادئ نفسانيّة لا على المجرى الطبيعي، فإنّه كما أنّ من شأن أبداننا أن تحدث فيها حرارة، أو برودة وحركة وسكون على مقتضى الامور الطبيعيّة، ويكون ذلك متولّداً عن أسباب بعد أسباب في مدّة محدودة، فقد يحدث فيها لا عن أسباب طبيعيّة بل عن توهّمات نفسانيّة كالغضب فإنّه يُحدِث حرارة في الأعضاء ليس سببها طبيعيّة، والخوف فإنّه يُحدث برودة في الأعضاء ليس سببها طبيعيّة، وكذلك الخيال الشهواني يحرّك أعضاء وإن لم يكن عن امتلاء طبيعي، ويحدث ريحاً وإن لم يكن ذلك عن أسباب متقدّمة طبيعيّة.

والدليل على ذلك أنّ هذه كلّها يحدث عمّا ذكرنا في وقت لو لم يكن ما ذكرناه لم يحدث، فكذلك حال نفس العالم بجملته عند بدنه، فهلاك بعض الأشرار المتغلّبة إذا كثر فيه الفساد، وحدوث نار، أو زلزلة من غير الأسباب المعتادة، ونزول المطر عند شدّة حاجة الخلق إليه ونفع البرّ، وبالجملة الامور الحادثة في العالم لا عن الأسباب المتقدّمة على المجرى الطبيعي الشبيهة بالصادرة عن المبادئ النفسانيّة في أبداننا إنّما صدرت وحدثت عن نفس العالم بجملته، لمشابهة تلك الامور مع الامور الحادثة في أبداننا لا على المجرى الطبيعي، بل عن المبادئ النفسانيّة مشابهة تامّة، فللعالم بجميع أجزائه من الأفلاك والعناصر نفس كلّيّة هي مبدأ أمثال تلك الامور.


[1]. كذا. وفي العبارة خلل، ولم يذكر« ثانيهما».

اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 471
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست