اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي الجزء : 1 صفحة : 388
مضيء بذاته لا بضوء زائد على ذاته، فهذا أعلى وأقوى ممّا
يتصوّر في كون الشيء شيئاً.
فإن قيل: كيف يوصف الضوء
بأنّه مضيء مع أنّ معنى المضيء- كما يتبادر إليهم الأفهام- ما قام به الضوء.
قلنا: ذلك المعنى هو
الذي يتعارفه العامّة، وقد وضع له لفظ المضيء في اللغة وليس كلامنا فيه؛ فإنّا
إذا قلنا: الضوء مضيء بذاته، لم نرد به أنّه قام به ضوء آخر، وصار مضيئاً بذلك
الضوء، بل أردنا به أنّ ما كان حاصلًا لكلّ واحد من المضيء بغيره والمضيء[1] بضوء هو
غيره- أعني الظهور على الأبصار بسبب الضوء- فهو حاصل للضوء في نفسه بحسب ذاته لا
بما هو زائد على ذاته، بل الظهور في الضوء أقوى وأكمل، فإنّه ظاهر بذاته ظهوراً
(ظ) لا خفاء فيه أصلًا، ومظهراً لغيره على حسب قابليّته للظهور، وإذا انكشف لك حال
هذه المراتب الثلاث في الامور المحسوسة فقس عليها حالها في الامور المعنويّة
المعقولة، ومن البيّن- كما يشهد به بديهة العقل- أنّ الواجب الوجود تعالى شأنه يجب
أن يكون في أعلى مراتب الموجوديّة. انتهى كلامه.
سعد مطوّع الحقّ[2] من افق
البيان واجب الوجود هو الوجود المستغني عن الغير الموجود بذاته لا الموجود
المستغني عن الغير؛ فتدبّر.
وهم و تنبيه
فإن قلت: إن كان وجود
المبدأ الأوّل الواحد الغير المصنوع لغيره الصانع لجميع ما يغايره من الموجودات
المحقّقة المعبّر عنه بالعالم بديهيّاً فما هذه الدلائل والحجج التي يذكرونها على
وجوده تعالى وعلى توحيده؟