responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 311

تَبْلُغُه عن أبي عبداللَّه عليه السلام أشياءُ، فخَرَجَ إلى المدينة ليُناظِرَه، فلم يصادِفْه بها، وقيل له: إنّه خارجٌ بمكّةَ، فَخرَجَ إلى مكّةَ ونحن مع أبي عبداللَّه، فصادَفَنا ونحن مع أبي عبداللَّه عليه السلام في الطواف، وكان اسمه «عبد الملِك» و كنيته «أبو عبداللَّه» فضرب كَتِفَه كَتِفَ أبي عبداللَّه عليه السلام، فقال له أبو عبداللَّه عليه السلام: «ما اسمُكَ؟» فقال: اسمي عبدُ الملِك، قال: «فما كنيتُك؟» قال:

كنيتي أبو عبداللَّه، فقال له أبو عبداللَّه عليه السلام: «فمَن هذاالملِكُ الذي أنت عبدُه؟ أمِنْ ملوكِ‌

وقال الجوهري: «الزنديق من الثنويّة، وهو معرّب، والجمع الزنادِقَةُ، والهاء عوضٌ من الياء المحذوفة، وأصله الزَنادِيقُ‌[1]» انتهى.

و أقول: يحتمل أن يكون معرّب زَند دين، والزَنْد كتاب المجوس. والمراد به هاهنا هو المنكر لأن يكون للعالم صانع قادر مختار[2]، وبالجملة هو المنكر لوجوده تعالى جَدُّه‌[3].

وقوله: (أشياءُ) أي أشياء دالّة على كمال علمه عليه السلام وجدّه في نصرة الإيمان باللَّه تعالى وإبطال الزندقة.

وقوله: (ليناظره) أي في مذهبه.

وقوله: (إنّه خارجٌ بمكّةَ) أي خارج من المدينة، وأنّه بمكّة الحالَ.

وقوله: (بمكّة) خبر بعد خبر.

وقوله: (كَتفَه) منصوب بنزع الخافض، أي فضرب بكتفه كتف أبي عبد اللَّه عليه السلام ليتكلّم عليه السلام معه، فيعرّفه اعتقاده من إنكار وجود الصانع القادر المختار، فعرف ذلك عليه السلام قبل تعريفه فابتدأه وقال له: (ما اسمك) إلخ.

اعلم أنّه عليه السلام قد تكلّم معه بثلاثة أنواع من الكلام:

الأوّل: تنبيهه وجود الإله الحقّ الذي [هو] صانع العالم، وإعلامه بأنّ هذا من البديهيّات المركوزة في كلّ عقل، ولا ينكره أحد إلّاباللسان، ولا يحتاج فيه إلى البرهان، بل كلّ ما يذكر في بيانه تنبيهات، وإنّما يحتاج إلى البرهان إثبات الصانع القادر المتنزّهِ عن جميع النقائص التي أصلها الإمكان الموجب للاحتياج إلى الغير في الوجود، المتّصفِ بجميع الكمالات‌


[1]. الصحاح، ج 3، ص 1489( زندق).

[2]. في النسخة:« صانعاً قادراً مختاراً».

[3]. أي عظمته.

اسم الکتاب : الکشف الوافي في شرح أصول الکافي المؤلف : الشیرازي، محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 311
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست