responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام المؤلف : المحمدي الري شهري، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 13

وقد كان هذا العرض صريحاً وواضحاً وسافراً وعامّاً ، إلى درجة بحيث إنّ أعداء الإمام عليّ عليه السلام وأهل البيت عليهم السلام لم يستطيعوا تشويه الصورة الوضّاءة للإمام الحسين عليه السلام أو تصوير ثورته الإلهيّة بشكل آخر .

أكبر دروس عاشوراء

يقدّم تاريخ عاشوراء دروساً أخلاقيّة وسياسيّة واجتماعيّة قيّمة ومتنوّعة للاُمّة الإسلاميّة ، بل لجميع الأحرار ، إلّا أنّ درسها الأكبر يتمثّل في التحذير من الاستحالة الثقافية والسياسية في مجتمع تسوده القيم . ويعتبر هذا الدرس بالغ الأهمّية ، خاصّة للشعب الإيراني الذي قام بثورته استلهاماً من ثورة عاشوراء وبقيادة أحد أولاد أبي عبداللَّه الحسين عليه السلام الحقيقيّين ، ألا وهو الإمام الخميني رحمة اللَّه عليه ؛ إذ إنّ هذا الدرس جدير بأن يلهمه الوعي ويعطيه العِبَر . إنّ تاريخ عاشوراء يتمتّع بقابلية لا نظير لها في هداية البشرية وبناء المجتمع الإنساني المثالي القائم على القيم الإسلاميّة ، وإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار هذه القابلية الثقافية ، فسينكشف لنا سرّ الحديث النبويّ المكتوب على يمين العرش والذي ذكر فيه الحسين عليه السلام باعتباره مصباح الهدى وسفينة النجاة : إنَّ الحُسَينَ بنَ عَليٍّ عليه السلام في السَّماءِ أكبَرُ مِنهُ فِي الأَرضِ ؛ وإنَّهُ لَمَكتوبٌ عَن يَمينِ عَرشِ اللَّهِ عَزَّوجَلَّ : مِصباحُ هُدىً ، وسَفينَةُ نَجاةٍ .[1] ولا شكّ في أنّ جميع أئمّة أهل البيت عليهم السلام هم مصابيح الهدى وسفن النجاة ، إلّا أنّ القابلية الثقافية الواسعة لتاريخ عاشوراء أدّت إلى أن يسجَّل اسم الإمام الحسين عليه السلام باعتباره مصباح الهدى وسفينة النجاة . وهكذا فإنّ الاستغلال الصحيح للقابليّات الثقافية لتاريخ عاشوراء ، ليس بإمكانه أن


[1] عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج 1 ص 59 ح 29.

اسم الکتاب : الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام المؤلف : المحمدي الري شهري، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 13
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست