6735.وقعة صفّين عن عبد الرحمن بن عبيد بن أبي الكنود : فَقامَ هاشِمُ بنُ عُتبَةَ بنِ أبي وَقّاصٍ ، فَحَمِدَ اللّه َ وأثنى عَلَيهِ بِما هُوَ أهلُهُ ، ثُمَّ قالَ : أمّا بَعدُ ، يا أميرَ المُؤمِنينَ فَأَنَا بِالقَومِ جِدُّ خَبيرٍ ، هُم لَكَ ولِأَشياعِكَ أعداءٌ ، وهُم لِمَن يَطلُبُ حَرثَ الدُّنيا أولِياءُ ، وهُم مُقاتِلوكَ ومُجاهِدوكَ لا يُبقونَ جُهدا ، مُشاحَّةً عَلَى الدُّنيا ، وضَنّا بِما في أيديهِم مِنها ، ولَيسَ لَهُم إربَةٌ [1] غَيرُها إلّا ما يَخدَعونَ بِهِ الجُهّالَ مِنَ الطَّلَبِ بِدَمِ عُثمانَ بنِ عَفّانَ . كَذَبوا لَيسوا بِدَمِهِ يَثأَرونَ ، ولكِنِ الدُّنيا يَطلُبونَ ، فَسِر بنا إلَيهِم ، فَإِن أجابوا إلَى الحَقِّ فَلَيسَ بَعدَ الحَقِّ إلّا الضَّلالُ ، وإن أبَوا إلَا الشِّقاقَ فَذلِكَ الظَنُّ بِهِم . وَاللّه ِ ما أراهُم يُبايِعونَ وفيهِم أحَدٌ مِمَّن يُطاعُ إذا نَهى ، و(لا) يُسمَعُ إذا أمَرَ [2] .
6736.وقعة صفّين عن هاشم بن عتبة ـ في جَوابِ استِنفارِ عَلِيٍّ عليه السلام قَبلَ ح: سِر بِنا يا أميرَ المُؤمِنينَ إلى هؤُلاءِ القَومِ القاسِيَةِ قُلوبُهُم ، الَّذينَ نَبَذوا كِتابَ اللّه ِ وَراءَ ظُهورِهِم ، وعَمِلوا في عِبادِ اللّه ِ بِغَيرِ رِضَا اللّه ِ ، فَأَحَلّوا حَرامَهُ وحَرَّموا حَلالَهُ ، وَاستَولاهُمُ الشَّيطانُ ووَعَدَهُمُ الأَباطيلَ ومَنّاهُمُ الأَمانِيَّ ، حَتّى أزاغَهُم عَنِ الهُدى وقَصَدَ بِهِم قَصدَ الرَّدى ، وحَبَّبَ إلَيهِمُ الدُّنيا ، فَهُم يُقاتِلونَ عَلى دُنياهُم رَغبَةً فيها كَرَغبَتِنا فِي الآخِرَةِ إنجازَ مَوعودِ رَبِّنا . وأنتَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أقرَبُ النّاسِ مِن رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله رَحِما ، وأفضَلُ النّاسِ سابِقَةً وقَدَما . وهُم يا أميرَ المُؤمِنينَ مِنكَ مِثلُ الَّذي عَلِمنا ، ولكِن كُتِبَ عَلَيهِمُ الشَّقاءُ ، ومالَت بِهِمُ الأَهواءُ وكانوا ظالِمينَ . فَأَيدينا مَبسوطَةٌ لَكَ بِالسَّمعِ وَالطّاعَةِ ، وقُلوبُنا مُنشَرِحَةٌ لَكَ بِبَذلِ النَّصيحَةِ ، وأنفُسُنا تَنصُرُكَ جَذِلَةً [3] عَلى مَن خالَفَكَ