اسم الکتاب : ملامح المنهج التربوي عند أهل البيت عليهم السلام المؤلف : العذاري، السيد شهاب الدين الجزء : 1 صفحة : 84
لآخر ، ومن محفل
لآخر. عن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام
قال : « ان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
نزل بأرض قرعاء ، فقال لأصحابه : ائتوا بحطب ، فقالوا : يا رسول الله نحن
بأرض قرعاء ما بها من حطب ، قال : فليأت كل انسان بما قدر عليه ، فجاءوا به
حتىٰ رموا بين يديه ، بعضه علىٰ بعض ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : هكذا تجتمع الذنوب ».
ثم قال : « إيّاكم والمحقّرات من الذنوب ، فإنّ لكلّ شيء طالباً ، ألا
وإنّ طالبها يكتب ما قدّموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين »[١].
رابعاً : العبرة والموعظة
يتخذ أهل البيت عليهمالسلام من العبرة
والموعظة
وسيلة تربوية لتنوير العقل والقلب ، واستخلاص المفاهيم والقيم الكامنة وراء
المواقف والحوادث ،
وبالعبرة والموعظة يعي الإنسان حركة
الحياة من حيث الشدة والرخاء ، وأسباب التقدم والتأخر للمجتمعات والحضارات ،
وبالعبرة والموعظة يقلع الإنسان عن الممارسات المنحرفة ، ثم يتوجه لاصلاح
نفسه لتسمو وتتكامل.
وقد ورد في ( نهج البلاغة ) الكثير حول
الاعتبار بالأنبياء والصالحين ، وبالأقوام السالفة ، والاعتبار بما أصاب
الأقوام المتمردة علىٰ طول التاريخ
، والتذكير بالموت والهلاك ، والنعيم والعذاب الخالد ، والتذكير بما أصاب
الأمم المتمردة من قلق واضطراب ومن نقص في الثمرات والأنفس ، والتذكير بما
تنعمت به الأمم الصالحة من نعم وخيرات.