اسم الکتاب : ملامح المنهج التربوي عند أهل البيت عليهم السلام المؤلف : العذاري، السيد شهاب الدين الجزء : 1 صفحة : 19
علىٰ
ذلك ومعاقب ، فاعمل في أمره عمل المتزين بحسن أثره عليه في عاجل الدنيا ،
المعذر الىٰ ربه فيما بينك وبينه بحسن القيام عليه والأخذ له منه »[١].
وقال أيضاً : « وأمّا حق الصغير فرحمته وتثقيفه
وتعليمه والعفو عنه والستر عليه والرفق به والمعونة له والستر علىٰ جرائر
حداثته فانه سبب للتوبة ، والمداراة له وترك مماحكته فان ذلك أدنىٰ لرشده »[٢].
ودور الاسرة لا يحدد سلوك أفرادها فحسب
بل يحدد جميع مقومات الشخصية : الفكرية والعاطفية والنفسية ، حيث ينعكس
التعامل مع الأبناء علىٰ اتزانهم النفسي والانفعالي ، ولهذا يختلف الوضع
النفسي من فرد لآخر في اسرة واحدة أو في اسر متعددة تبعاً لنوع المعاملة
معه من حيث الرعاية أو الاهمال.
٢
ـ الأصدقاء والأصحاب
يتأثر الانسان وخصوصاً في مراحل حياته
الاولىٰ بأصدقائه وأصحابه ؛ حيث تنعكس آراؤهم ومشاعرهم وممارساتهم علىٰ
مقوّمات شخصيته عن طريق الاحتكاك والتلقين والاستهواء ، والتي تهيأ العقول
للتلقي ، والقلوب للاستجابة ، والارادات للممارسة.
ويتأثر الانسان باصدقائه من حيث
متبنياته الفكرية ونظرته الىٰ الكون والحياة ، ومن ثم مواقفه العملية وممارساته السلوكية ؛ ولهذا جاءت روايات أهل البيت عليهمالسلام لتؤكد
اختيار الاصدقاء الصالحين وتجنب الطالحين.