responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطفل بين الوراثة والتربية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 384

كالحيوان المفترس عليهم ويهجم على كرامتهم ووجودهم بلا قيد أو شرط ... فينهي بذلك حياتهم.

الحياة في دولة كهذه لا تعني إلا الشفاء والحرمان ، وهناك يستحيل على الأفراد الوصول إلى الكمال اللائق بهم بهم كبشر ، وينغلق الطريق أمامهم نحو السعادة ... في مثل هذه الدولة يحترم الأفراد حاكميهم بدافع من الخوف والأمن من الضرر ، ويطيعون أوامرهم صوناً لدمائهم ... ولكنهم في الواقع يصبون سيل اللعنات عليهم.

الانقياد بسبب الخوف :

إن نظرة الاسلام إلى هؤلاء الحكام الظالمين ... إلى هؤلاء الثلة الحقيرة التي تحكم الناس بقوة الحديد والنار ... نظرة ملؤها الريبة والاحتقار ويعرفهم بأنهم أحقر الناس وشرهم في مقام الحكم الإلهي.

عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله (ص) : « شر الناس يوم القيامة : الذين يكرمون إتقاء شرهم » [١]

كما ورد عنه (ص) في حديث آخر : « ويل لمن تزكيه الناس مخافة شره ، ويل لمن أطيع مخافة جوره ، ويل لمن أكرم مخافة شره » [٢].

وفي حديث ثالث : « الا أن شرار أمتي : الذين يكرمون مخافة شرهم ، الا ومن أكرمه الناس اتقاء شره فليس مني » [٣].

الانقياد في ظل الحرية :

في ظل الحرية والعدالة ، تكون إطاعة الناس للقوانين والأنظمة ناشئة من الشعور بالواجب ، والميل للحصول على السعادة ، اما في الحكومة الاستبداية والتي تساس بالعنف والقسوة ، فإن منشأ إطاعة الناس للأنظمة هو غريزة


[١] الكافي ج ٢|٣٢٧.

[٢] مجموعة ورام ج ٢|١١٥.

[٣] سفينة البحار ص ٦٩٥.

اسم الکتاب : الطفل بين الوراثة والتربية المؤلف : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 384
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست