اسم الکتاب : الحقوق الإجتماعية في الإسلام المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 77
أودعها الله سبحانه
وتعالى لدى البشر ، وكل اعتداء عليها بدون مبرِّر شرعي يُعد عدواناً وتجاوزاً
يستحق الإدانة والعقاب الأخروي ، فليس من حق أية قوة غير إلـهية سلب هذه الوديعة
المقدسة ، والله تعالى هو واهب الحياة ، وله وحده الحق في سلبها.
وأيضاً عمل الإسلام على تشكيل وعي
اجتماعي جديد بخصوص الأنثى ، وقد كان الجاهليون لا تطيب نفوسهم بولادتها كما يقول
القرآن الكريم : (وإذا بُشّر
أحدُهُم بالاُنثى ظلَّ وجهُهُ مُسودّاً وهُو كظيم * يتوارى من القوم من سُوء ما
بُشِّر به أيُمسِكُهُ على هُون أم يَدسُهُ في التُّراب ألا ساءَ ما يحكمون) ( النحل ١٦
: ٥٨ ـ ٥٩ ). ولقد اختار النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم
أفضل السُّبل لإزالة هذا الشعور الجاهلي تجاه الأنثى ، والذي كان يتسبب في زهق
أرواح مئات الفتيات كل عام ، ففضلاً عن تحذيره من العواقب الأخروية الجسيمة
المترتبة على ذلك ، اعتبر من قتل نفساً بغير حق جريمة كبرى ينتظر صاحبها القصاص
العادل.
ومن جانب آخر زرع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في وعيهم أن الرّزق بيد الله تعالى ،
وهو يرزق الإناث كما يرزق الذكور ، فأشاع بذلك أجواء الطمأنينة على العيش ، وكان
الجاهليون يقتلون الإناث خوف الفقر. أضف إلى ذلك استعمل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لغةً وجدانيةً شفافة ، فتجد في السُنّة
القولية عبارات تعتبر البنت ريحانة ، والبنات هن المباركات ، المؤنسات ، الغاليات
، المشفقات.. وما شابه ذلك ، وكشاهد من السُنّة القولية وردّ ( عن حمزة بن حمران
يرفعه قال : أتى رجل وهو عند النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، فأُخبر بمولود أصابه ، فتغيّر وجه الرّجل !! فقال له النبيّ : « ما لكَ
» ؟ فقال : خير ، فقال : « قُل
». قال : خرجت والمرأة تمخض ، فأُخبرت أنّها ولدت جارية !! فقال له
اسم الکتاب : الحقوق الإجتماعية في الإسلام المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 77