اسم الکتاب : الحقوق الإجتماعية في الإسلام المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 40
تتناقله الأجيال من
جيل لآخر ، يستمدون منه أعمق مشاعر الحب لله ، وحق الإنسان في الكرامة والرّفعة ،
والاعتراف بحقوقه المقدسة.
وفيما يتصل بحق الجِوار ، فقد جاء فيها
: « وحقّ جارك فحفظه
غائباً، وإكرامه شاهداً ، ونصرته إذا كان مظلوماً ، ولا تتبع له عورة ، فإن علمت
عليه سوءاً سترته عليه ، وإن علمت أنّه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه ، ولا
تسلمه عند شدائده ، وتقيل عثرته ، وتغفر ذنبه ، وتعاشره معاشرة كريمة ، ولا تدّخر
حلمك عنه إذا جهل عليك ، ولا تخرج أن تكون سلماً له، ترد عنه لسان الشتيمة ، وتبطل
فيه كيد حامل النميمة. ولا حول ولا قوة إلاّ بالله
» [١].
هذه الفقرة من رسالة الحقوق المنسوجة
بلغة قوية الإيحاء ، نجد فيها نظرة أعمق وأرحب لحقوق الجّار ، فهي ترسم علاقة
تكاملية بين المتجاورين ، وتعقد بينهم أواصر أُخوّة حقيقية. فنلاحظ أنّ للجّار حق
الحفظ في غيبته ، وحق الإكرام في إقامته ، وحق النصرة عند مظلوميته ، وفوق ذلك له
حقوق إضافية منها : حق الستر ، والنصيحة ، والمغفرة ، والمعاشرة الحسنة.
وقد تناول شارح رسالة الحقوق هذه الفقرة
مبيناً أنّ الإسلام قد اعتنى بحق الجار وجعله عظيماً ، يكاد يكون ـ حسب تعبيره ـ
من أعظم الحقوق الإنسانية ، واستدل على ذلك بوصايا جبريل عليهالسلام المتكررة للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حول الجار ، وبالآية المتقدمة من سورة
النساء ، ثم استأنف قائلاً : ( وعلى هذا فالوصاية بالجار مأمور بها مندوب إليها
مسلماً كان أو كافراً.