اسم الکتاب : الحقوق الإجتماعية في الإسلام المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 39
ما ضرّ جاري أن أُجاورَهُ
أنْ لا يكون لِبابِهِ سترُ
أعمى إذا ما جَارتي خَرَجَتْ
حَتى يُواري جَارَتي الخِدْرُ
ناري ونَارُ الجَّارِ واحِدةٌ
وإليه قَبْلي ينزلُ القِدرُ
لكن الصحيح أيضاً ، أنّ كثيراً ما يُضرب
بحقوق الجار عرض الحائط ، فيُغار عليه ، وتُسلب أمواله ، وتُسبى حريمه في السنين
العجاف ، أو يشن عليه حرباً لا يخف لها أوار من أجل الثأر ، أو بدافع من العصبية
القبلية ، أو طغيان الأهواء والمصالح الشخصية. زد على ذلك كانت الإثرة والأنانية
تضرب بأطنابها في المجتمع الجاهلي الذي كان على شفير الهاوية ، فانقذه الإسلام
منها وانتقل المجتمع ـ آنذاك ـ إلى مدار جديد بعد ان تكرّست فيه قيم وعادات جديدة.
لقد أعاد الوحي تشكيل الوعي الاجتماعي ،
وخلق نفوساً نبيلة تؤثر المصلحة الاجتماعية على المصالح الفردية الآنية ، وخير
شاهد على ذلك ما روته كتب السيرة من أنه : ( أُهدي لرجل من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رأس شاة فقال : إنَّ أخي فلاناً وعياله أحوج
إلى هذا منَّا ، فبعث به إليهم ،
فلم يزل يبعث واحد إلى آخر حتى تداولها أهل سبعة أبيات ، حتى رجعت إلى الاوّل ) [١].
ثانياً
: حق الجار في رسالة الحقوق :
رسالة الحقوق للإمام زين العابدين عليهالسلام هي أوّل وثيقة إسلامية شاملة لحقوق الإنسان.
وهذا الأثر النفيس بقي محفوراً على لوحة الزمان ،