اسم الکتاب : الحقوق الإجتماعية في الإسلام المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 113
المبحث الثاني
حقوق الزّوج
لكي تسير سفينة الزواج إلى شاطئ الأمان ،
لابدّ من إعطاء قائد هذه السفينة حقوقه كاملة ، ولعل أوّل حق منحه الله تعالى
للزوج ، هو حق القيمومة ، يقول تعالى : (الرجال قوّامون
على النساء بما فضَّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم) ( النساء ٤
: ٣٤ ) ، فحق القوامة استمدّه الرجل من تفوقه التكويني على المرأة ، وأيضاً من
تحمله لتكاليف المعيشة الشاقة. ولكن قيمومة الرّجل لا تبيح له التسلط والخروج عن
دائرة المسؤولية إلى دائرة التحكم والتعامل القسري مع الزوجة ؛ لأن ذلك يتصادم مع
حق المرأة في المعاشرة الحسنة ، الذي أشار إليه القرآن صراحةً : (وعاشروهن بالمعروف) ( النساء ٤
: ١٩ ).
لا شك أنّ الإسلام قد طلب من الزّوجة
الانقياد للزوج في كل ما يرتضيه العقل والشرع ، وبدون ذلك لا طاعة لمخلوق في معصية
الخالق. فالإسلام لا يرتضي أن تستخدم هذه القيمومة وسيلة لإذلال المرأة ، أو
الانتقاص من مكانتها. صحيح أنّ أعظم النّاس حقاً على المرأة زوجها ، ولكن هذا الحق
يجب أنْ لا يُساء تفسيره وتطبيقه بما يؤدي إلى إذلال الزَّوجة.
اسم الکتاب : الحقوق الإجتماعية في الإسلام المؤلف : مركز الرسالة الجزء : 1 صفحة : 113