responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من وحي الثورة الحسينية المؤلف : هاشم معروف الحسني    الجزء : 1  صفحة : 157

المرتضى في حين ان كل واحد منهم كل يجسد الإسلام بجميع فصوله وخطوطه في اقواله وأفعاله وقد وهب حياته لله ولخير الناس اجمعين وهانت عنده الدنيا بكل ما فيها من متع ونعيم مغريات. ان ذلك لم يكن إلا لأن شهادة الحسين عليه‌السلام بما رافقها من الجرائم والفظائع تثير الاحاسيس وتحرك الضمائر الهامدة وتحث على مقارعة الظلم والصبر في الشدائد والأهوال في سبيل المبدأ والعقيدة ولأجل ما رافقها من تلك الاحداث القاسية التي لم يسجل التاريخ لها نظيراً فقد اتخذها الائمة عليهم‌السلام وسيلة لاثارة العواطف والهاب المشاعر وبعث الروح النضالية في نفوس الجماهير المسلمة لتكون مهيأة للثورة على الظلمة والجبابرة في كل ارض وزمان وفي الوقت ذاته فان تلك المآتم والذكريات تكشف عن طبيعة القوى التي تناهض اهل البيت وتناصبهم العداء ومدى بعدها عن الإسلام ، وتبين في الوقت ذاته ان جوهر الصراع بينهم وبين الحاكمين ليس ذاتيا ولا مصلحيا كما جرت العادة عليه في الصراعات بين الناس بل هو من اجل الإسلام وتعاليم الإسلام والجور الذي اصاب الناس.

لقد كان موقف الائمة عليهم‌السلام من تلك المآتم والحث عليها والترغيب بها منذ قتل الحسين عليه‌السلام من جملة الدوافع التي جعلت الشيعة يلتزمون بها بدون انقطاع في كل بلد حلوا فيه بالرغم مما كانوا يتعرضون له من الحاكمين وأعداء اهل البيت من التنديد والتنكيل والسخرية ومع كل ما قام به الحاكمون من جور وارهاب فلم يفلحوا في كبح ذلك التيار الشيعي الجارف الذي بقي يتعاظم باستمرار مع الزمن وبقي في تصاعد مستمر حتى في عهد العباسيين الذين وصلوا الى الحكم على حساب العلويين كما تؤكد ذلك عشرات الشواهد ومع ذلك فقد كانوا عليهم أشد من الأمويين وحاربوهم على جميع الجبهات وتعرضوا في عهودهم لأسوأ انواع العسف والجور والتشريد.

اسم الکتاب : من وحي الثورة الحسينية المؤلف : هاشم معروف الحسني    الجزء : 1  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست