responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصارع الشهداء ومقاتل السعداء المؤلف : آل عصفور، الشيخ سلمان    الجزء : 1  صفحة : 131

المصرع العاشر

من مصارع الحسين الشهيد الوحيد عليه‌السلام

عباد الله الأبرار ، وشيعة حيدر الكرّار ، اخلعوا حلل القرار ، وتجافوا عن نمارق البهجة والإصطبار ، فقد عصفت بمراسم الفخار ، زعازع حوادث الأقدار ، واجتثّت أصول المراتب والأقدار ، ذات عواصف وأغيار ، أخلت أواهل تلك الديار ، فلا حارس ولا سمّار ، تبكي عليهم الأوراد والأذكار ، وتندبهم الوحوش والأطيار ، دارت بهم رحى الفجّار ، فغدوا عباديد بكلّ ديار ، ليس لقتيلهم مزار يزار ، ولا أسيرهم يفدى ولا يجار ، ولا ربائبهم تصان في الأستار ، بل هتكت بين الرامق والنظار ، يطاف بها المدن والأمصار ، على الأقتاب والأكوار ، ولله درّ من قال :

بلغ المرادي المراد وأورد

الحسن الرديّ وقضى الحسين شهيدا

غدروا به إذ جاءهم من بعد ما

أسدوا إليه مواثقاً وعهودا

قتلوا به بدراً فأظلم ليلهم

فغدوا قياماً في الضلال قعودا

وحموه أن يرد المباح وصيّروا

ظلماً له ظامي الرماح ورودا

فسمت إليه أماجد عرفت به

قصد الطريق فأدركوا المقصودا

نفر حوت جلّ الثناء وتسنّمت

ذلل المعالي والداً ووليدا

من تلق منهم تلق كهلاً أو فتى

علم الهدى بحر الندى المورودا

وتبادرت طلق الأعنّة لا ترى

الغمرات إلاّ المايسات الغيدا

فكأنّما قصد القنا بنحورها

درر يفصّلها الطعان عقودا

واستنزلوا دار البقا فأحلّهم

غرفاتها فغدى النزول صعودا

اسم الکتاب : مصارع الشهداء ومقاتل السعداء المؤلف : آل عصفور، الشيخ سلمان    الجزء : 1  صفحة : 131
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست