فتبسّم ثمّ صار إلى ربّه [١].
قال : وجعل أصحاب الحسين عليهالسلام يتسارعون إلى القتل بين يديه ويبذلون الأرواح لديه ، ولله درّ من قال :
يبرزون الوجوه تحت ظلال
الموت والموت منهم يستظلّ
كرماء إذ الضبا غشيتهم
منعتهم أحسابهم أن يولّوا
فوا لهف نفسي لتلك الأقمار المنيرة على التراب ، كيف كسفتها مواضي السيوف والحراب ، ولتلك الأنوار الساطعة كيف طمست أشعتها أكف النصّاب ، ووا حرّاه لهاتيك الأجسام الزاكيات ترضّ متونها سنابك العاديات ، والجثث الصاحيات تعفّرها فراعل [٢] الفلوات ، وواكرباه لتلك الرؤوس القمريّة تشال على اليعاسيب القعضبيّة ، ولتلك النفوس الشريفة تزهقها الأبدان الخبيثة ، فالأمر لله ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله ، أو لا تكونون يا أولى النهى ، كمن أورثه مصابهم الأرزا داء الوجد والأسى [٣] ، فرثاهم بما أحرق الضمائر ، وأشجى ، وهو من بعض شيعتهم الأتقياء.
[١] رواه الخوارزمي في المقتل : ٢ : ٢٤.
[٢] الفرعل : ولد الضبع ، والجمع : فراعل وفراعلة.
[٣] الوجد والأسى : الحزن. ( المعجم الوسيط ).