اسم الکتاب : سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 55
« ما زوجت فاطمة من علي ، ولكن الله
زوجها »[١]
فليس هو إلّا حكم الله ، وقد شاء تحكمته أن تكون مهور النساء متواضعة ، وأجرىٰ ذلك علىٰ لسان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
حيث قال : «
أفضل نساء أُمتي أصبحهن وجهاً وأقلهنّ مهراً »[٢].
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : «
خلا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
بابنته في صبيحة اليوم الرابع ، وقال لها : كيف أنت يا بنية ، وكيف رأيت
زوجك ؟ فقالت له : يا أبه ، خير زوج ، إلّا أنه دخل عليَّ نساء من قريش ،
وقلن لي : زوجك رسول الله من فقير لا مال له ، فقال لها صلىاللهعليهوآلهوسلم
: يا بنية ، ما ألوتك نصحاً أن زوجتك أقدمهم سلماً ، وأكثرهم علماً ، وأعظمهم حلماً. يا بنية ، إنّ الله عزَّ وجلَّ اطلع إلىٰ
الأرض إطلاعة فاختار منها رجلين ، فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك. يا بنية ، نعم الزوج زوجك لا تعصي له أمراً. ثم صاح بي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: يا علي ، فقلت : لبيك يا رسول الله. فقال : ادخل بيتك والطف بزوجتك
وارفق بها ، فان فاطمة بضعة مني ، يؤلمني ما يؤلمها ، ويسرني ما يسرها ،
استودعكما الله واستخلفه عليكما »[٣].
وعن الإمام الصادق عليهالسلام عن آبائه : «
إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
لمّا زوج فاطمة عليهاالسلام
، دخل النساء عليها ، فقلن : يا بنت رسول الله ، خطبك فلان وفلان ، فردّهم عنك ، وزوّجك فقيراً لا مال له ، فلمّا دخل عليها أبوها صلىاللهعليهوآلهوسلم
رأىٰ ذلك في وجهها ، فسألها فذكرت له ذلك ، فقال : يا فاطمة ، إنّ الله
أمرني فانكحتك أقدمهم سلماً ، وأكثرهم علماً ، وأعظمهم حلماً ، وما زوجتك
إلّا بأمرٍ من