اسم الکتاب : سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 218
وقد جعلنا ما حاولته في الكراع والسلاح
، يقاتل به المسلمون ، ويجاهدون الكفار ، ويجالدون المَرَدَة الفُجّار ،
وذلك باجماع من المسلمين ، لم أتفرد به وحدي ، ولم استبدّ بما كان الرأي
فيه عندي ، وهذه حالي ومالي هي لك وبين يديك ، لا تزوىٰ عنك ، ولا تُدّخر
دونك ، وأنت سيدة أُمّة أبيك ، والشجرة الطيبة لبنيك ، لا يدفع ما لكِ من
فضلك ، ولا يوضع من فرعك وأصلك ، وحكمك نافذ فيما ملكت يداي ، فهل ترين أني
أُخالف في ذلك أباك صلىاللهعليهوآلهوسلم
؟
جواب الزهراء عليهاالسلام :
« سبحان الله ! ما كان أبي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن كتاب الله صادفاً
، ولا لأحكامه مخالفاً ، بل كان يتّبع أثره ، ويقفو سوره ، أفتجمعون علىٰ الغدر اعتلالاً
عليه بالزور ؟! وهذا بعد وفاته ، شبيه بما بُغي له من الغوائل في حياته.
هذا كتاب الله حَكَماً عدلاً ، وناطقاً
فصلاً ، يقول : (
يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ )[١] ويقول : (
وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ )[٢]
فبيّن عزّ وجل فيما وزّع من الأقساط ، وشرّع من الفرائض والميراث ، وأباح
من حظّ الذُّكران والإناث ، ما أزاح علّة المبطلين ، وأزال التظنّي [٣]
والشُّبهات في الغابرين ، كلا ( بَلْ سَوَّلَتْ
لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ
عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ )[٧] ».