اسم الکتاب : سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 217
وتَقدِمة الحُجّة.
فدونكموها فاحتقبوها دَبِرة الظهر ، نَقِبة
الخُفّ ، باقية العار ، موسومة بغضب الله وشنار [١] الأبد ، موصولة بنار
الله الموقدة ، التي تطّلع علىٰ الأفئدة ، فبعين الله ما تفعلون (
وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ )[٢]
وأنا ابنة نذيرٍ لكم بين يدي عذاب شديد ، فاعملوا إنا عاملون ، وانتظروا إنا منتظرون ».
جواب أبي بكر :
يا ابنة رسول الله ، لقد كان أبوك
بالمؤمنين عطوفاً كريماً ، رؤوفاً رحيماً ، وعلى الكافرين عذاباً أليماً ،
وعقاباً عظيماً ، فان عزوناه وجدناه أباك دون النساء ، وأخاً لبعلك دون
الأخلّاء ، آثره علىٰ كلّ حميم ، وساعده في كلّ
أمرٍ جسيم ، لا يحبّكم إلّا كل سعيد ، ولا يبغضكم إلّا كلّ شقيّ ، فأنتم
عترة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
الطيبون ، والخيرة المنتجبون ، علىٰ الخير أدلّتنا ، وإلىٰ الجنة مسالكنا ،
وأنتِ يا خيرة النساء ، وابنة خير الأنبياء ، صادقةٌ في قولك ، سابقةٌ في
وفور عقلك ، غير مردودةٍ عن حقّك ، ولا مصدودة عن دقك.
والله ما عدوت رأي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، ولا عملت إلّا بإذنه ، وإن الرائد لا يكذب أهله ، فإنّي أُشهد الله ، وكفىٰ به شهيداً أنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
يقول : « نحن معاشر الأنبياء لا نورث ذهباً ولا فضة ، ولا داراً ولا عقاراً
، وإنما نورث الكتاب والحكمة والعلم والنبوة ، وما لنا من طعمة فلولي
الأمر بعدنا أن يحكم فيه بحكمه ».