اسم الکتاب : سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 197
البقيع ، وقال : ويصلّىٰ
في مسجد فاطمة عليهاالسلام[١].
وقد اتخذت الزهراء عليهاالسلام من هذا المسجد
محراباً للعبادة والدعاء كما تقدم ، وموضعاً للحزن والبكاء علىٰ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
، قال الامام الصادق عليهالسلام
: «
أما فاطمة عليهاالسلام
فبكت علىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
حتىٰ تأذىٰ بها أهل المدينة ، فكانت تخرج الىٰ مقابر الشهداء فتبكي حتىٰ تقضي حاجتها ثمّ تنصرف »[٢].
إن دموع الزهراء عليهاالسلام تجسّد عمق المأساة
التي حلّت بالاسلام بعد موت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، فلاريب أن موته صلىاللهعليهوآلهوسلم
خطب جليل ، انقطع به وحي السماء ، وذهب به معلّم الخير والرحمة ، وتكون
المصيبة أعظم اذا انقلبت اُمّته علىٰ تعاليم السماء ووحيها ووصايا نبيّها ،
وكان المتصدّون لمقامه علىٰ غير هدىً من نهجه ورسالته ، فذلك هو الموت
الأخطر والمرارة الكبرىٰ التي ما انفكّت ترافق حياة الزهراء عليهاالسلام
بعد أبيها صلىاللهعليهوآلهوسلم
فقوّضت بقايا قوّتها ، وهدّت أركانها ، وجعلتها تذوب حتىٰ الممات.
عن أم سلمة : أنها سألت فاطمة عليهاالسلام بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
: كيف أصبحت يابنت رسول الله؟ قالت : « أصبحت بين كمد وكرب : فقد النبي ، وظلم
الوصيّ »[٣].
عاشت الزهراء عليهاالسلام في سبيل الاسلام قبل
أن تعيش لنفسها منذ عهد طفولتها حيث كانت تذبّ عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
أمام طغام قريش وطغاتها ،
[١]
راجع رحلة ابن جبير : ١٧٤ ، وفاء الوفا / السمهودي ٣ : ٩٠٧ و ٩١٨ ، أهل البيت / توفيق
أبو علم : ١٦٧ ، بحار الانوار ٤٣ : ١٧٧.