اسم الکتاب : سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 198
وتجشّمت في هذا
السبيل صنوف المصاعب والمعاناة ، وكان رائدها الصبر والتحمل في أحلك الظروف وأشدها قسوة ، وكان لها بعد أبيها صلىاللهعليهوآلهوسلم
مواقف سجلت فيها مواقع الريادة والقدوة في بيان الحق ، والدفاع عن المبادئ
الاسلامية العليا ، والدعوة إلىٰ التمسك بالمسار الصحيح لامتداد النبوة
المتمثل في خط الامامة الأصيل الذي خصّه الله تعالىٰ بعترة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وتنبيه الأمة علىٰ شبح الانحراف الذي تنبأت بوقوعه في خطبتها عليهاالسلام
، هذا فضلاً عن بيان مظلوميتها وسخطها علىٰ من ظلمها ، وفيما يلي نذكر بعض هذه المواقف ونذكر في آخرها خطبتي الزهراء عليهاالسلام :
١ ـ المطالبة بحقوقها وبيان مظلوميتها :
انبرت الزهراء عليهاالسلام للمطالبة بالحقوق
المالية المترتبة لها بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
وطالبت أيضاً بحقوق بني هاشم عامة ، وذلك حق طبيعي لكل مظلوم أن يدافع عن
حقوقه المغتصبة ، وقد ذكرنا جملةً من هذه المطالبات في المبحث الاول.
والذي نودّ الإشارة إليه هنا ، هو هدف
الزهراء عليهاالسلام
من هذه المطالبات التي أدّت الىٰ مقاطعة رجال السلطة حتىٰ الممات وبعد الممات حسب وصيتها عليهاالسلام
، فهل كانت عليهاالسلام
بحاجة ماسة الىٰ الأموال التي تجبىٰ من فدك ، أو هل اندفعت من أجل هدف مادي رخيص وحطام زائل ، وهي أول الناس لحاقاً بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
علىٰ ما أخبرها ؟!
هذا فضلاً عن أن الزهراء عليهاالسلام كان لديها من
الأموال ما يغنيها عن المنازعة في فدك وغير فدك ، فقد أوقف الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
الحوائط السبعة علىٰ
اسم الکتاب : سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 198