اسم الکتاب : سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 193
مستحقيه.
ومن هنا فقد اكتسبت نحلة الزهراء عليهاالسلام بعداً سياسياً
ومعنىً رمزياً ، وهو الخلافة المغتصبة ، وتجاوزت كونها أرضاً وادعة في أطراف الحجاز قدّمها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
هدية لابنته الزهراء عليهاالسلام
بأمرٍ إلهي ، لتصبح غاية سياسية تستهدف استرداد حق مسلوبٍ ، وفضح سلطان
متجبر غاشم ، وتنبيه أُمّة رجعت علىٰ أعقابها القهقهرىٰ ، فوردت غير مشربها
، وسقطت في الفتنة تاركة الكتاب والعترة النبوية وأضواء السُنّة المحمدية.
ويتضح المعنىٰ الرمزي لنحلة
الزهراء عليهاالسلام
في حديث الإمام الكاظم عليهالسلام
مع هارون الرشيد الذي نقله الزمخشري في ( ربيع الأبرار ) قال : كان الرشيد يقول لموسىٰ الكاظم بن جعفر عليهالسلام
: يا أبا الحسن ، حدُّ فَدَكَ حتىٰ أردّها عليك ، فيأبىٰ حتىٰ ألحّ عليه ، فقال : « لا آخذها إلّا بحدودها
، قال : وما حدودها ؟ قال : يا
أمير المؤمنين ، إن حددتها لم تردّها.
قال : بحقّ جدّك إلّا فعلت. قال : أما
الحدّ الأول : فعدن ، فتغير وجه الرشيد ،
وقال : هيه ! قال : والحدّ
الثاني : سمرقند ، فاربدّ وجهه ، قال
: والحدّ
الثالث : أفريقية ، فاسودّ وجهه ، وقال : هيه ! قال : والرابع سِيف البحر ممّا يلي الخزر
وأرمينية.
قال الرشيد : فلم يبقَ لنا شيء ، فتحوّل
في مجلسي. قال موسىٰ عليهالسلام
: قد
أعلمتك أنّي إن حددتها لم تردّها »[١]. فهي إذن رمز لحقّ
مغتصب وخلافة مسلوبة.
ويتضح الهدف السياسي جليّاً في اختلاف
وجهة النظر السياسية فيها