اسم الکتاب : سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 192
النبي الأمين صلىاللهعليهوآلهوسلم
غير أن يقول لفاطمة عليهاالسلام
: ما كان لك أن تسأليني ، وما كان لي أن أعطيك [١].
فلو تنازلت السلطة أمام مطالب الزهراء عليهاالسلام وأذعنت لحجّتها
البالغة ودليلها الساطع ، كان ذلك بمثابة اعتراف لما بعد فدك من الموروث النبوي الذي منه الخلافة لأمير المؤمنين عليهالسلام
وعترة النبي المعصومين عليهمالسلام ،
وهذا ما صرّحت به الزهراء عليهاالسلام
في خطبتها المشهورة ، وإزاء هذا كان علىٰ السلطة أن تبيّن لعامة المسلمين أنّ فاطمة عليهاالسلام
تدّعي ماليس لها بنحلة ، وتطالب ماليس لها بميراث ، وتريد لعلي عليهالسلام
الملك وليس له بحقّ !
قال ابن أبي الحديد : سألت علي بن
الفارقي مدرس المدرسة الغربية ببغداد ، فقلت له : أكانت فاطمة صادقة ؟ قال :
نعم. قلت : فلِمَ لم يدفع إليها أبو بكر فدك وهي عنده صادقة ؟ فتبسّم ثمّ
قال كلاماً لطيفاً مستحسناً مع ناموسه وحرمته وقلّة دعابته : لو أعطاها
اليوم فدك بمجرد دعواها ، لجاءت إليه غداً وادّعت لزوجها الخلافة ، وزحزحته
عن مقامه ، ولم يكن يمكنه الاعتذار والموافقة بشيءٍ ، لأنّه يكون قد سجّل
علىٰ نفسه أنّها صادقة فيما تدّعي كائناً ما كان من غير حاجة إلىٰ بينة ولا
شهود ، وهذا كلام صحيح ، وإن
كان أخرجه مخرج الدعابة والهزل [٢].
ولهذا استباح أبو بكر ردّ دعوىٰ
الزهراء عليهاالسلام
في النحلة ، ورفض شهادة أمير المؤمنين عليهالسلام
لها ، وادّعىٰ حديث منع الإرث ، ومنع سهم ذي القربىٰ عن
[١]
فتوح البلدان / البلاذري : ٤٥. ومعجم البلدان / ياقوت ـ فدك ـ ٤ : ٢٧٣. والعقد
الفريد / ابن عبد ربه ٦ : ١٧١.