اسم الکتاب : سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 187
أقول : ليس هو ظنّاً ، وإنّما اليقين ، إذ
كيف يتّفق فعل أولئك علىٰ خلاف كتاب الله عزّ وجلّ ، لو لم يكن ثمة اتفاق من قبل ؟!
وعن أُمّ هانيء ، قالت : دخلت فاطمة عليهاالسلام علىٰ أبي بكر
بعدما استخلف ، فسألته ميراثها من أبيها فمنعها ، فقالت له : « لئن متّ اليوم من
يرثك ؟ » قال : ولدي وأهلي. قالت : « فلِمَ ورثت أنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم دون ولده وأهله ؟ »
قال : فما فعلت يا بنت رسول الله ؟ قالت عليهاالسلام
: «
بلىٰ ، إنّك عمدت إلىٰ فدك ، وكانت صافية لرسول الله فأخذتها ، وعمدت إلىٰ ما أنزل الله من السماء فرفعته
عنّا »[١].
وفي رواية اُخرىٰ عن أُمّ هانيء :
قال أبو بكر لفاطمة عليهاالسلام
: يا بنة رسول الله ، ما ورث أبوك داراً ولا مالاً ولا ذهباً ولا فضة. قالت عليهاالسلام : «
بلىٰ سهم الله الذي جعله لنا ، وصافيتنا التي بيدك ؟ »
فقال : انّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
يقول : إنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
يطعم أهله ما دام حيّاً ، فإذا مات رفع ذلك عنهم. وفي لفظ آخر : سمعته يقول
: إنّما هي طعمة أطعمنيها الله حياتي ، فإذا متّ كانت بين المسلمين [٢].
وعن أبي الطفيل ، قال : قالت فاطمة عليهاالسلام لأبي بكر : «
أنت ورثت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
أم أهله ؟ قال : لا ، بل أهله. قالت : فما
بال الخمس ؟ » فقال : إنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
يقول : إذا أطعم الله نبيّاً طعمة ثمّ قبضه ، كانت للذي
[١]
شرح ابن أبي حديد ١٦ : ٢٣٢. والسقيفة وفدك / الجوهري : ١١٦.
[٢]
فتوح البلدان / البلاذري : ٤٤ ـ ٤٥. والسقيفة وفدك. الجوهري : ١١٧. وشرح ابن أبي
الحديد ١٦ : ٢٣٢. ومسند فاطمة عليهاالسلام السيوطي : ١٣.
اسم الکتاب : سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 187