اسم الکتاب : سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 122
عليهم بأنه مثل
القرآن ثلاث مرات ، وأنّه مافيه آية من كتاب الله ، بل هو كتاب غير القرآن
الكريم يتضمّن خبر ما كان وخبر ما يكون إلىٰ يوم القيامة ، وأنّه
ممّا حدثتها به الملائكة ، وهو بخطّ أمير المؤمنين عليهالسلام
، وفي بعض الأخبار : أنّه إملاء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وخطّ علي عليهالسلام[١].
وكان عندها لوح أو صحيفة فيها أسماء
الأئمة الاثني عشر عليهمالسلام بروايتها
عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وقد رآها جابر بن عبدالله الأنصاري رضياللهعنه
، وهذا اللوح هو بشارة لها عليهاالسلام
من السماء ، وقد روي بطرق عديدة ومعتبرة [٢].
ولقد أُوتيت الزهراء عليهاالسلام كسائر أهل البيت عليهمالسلام حظاً
عظيماً من
الفصاحة والبلاغة ، قال توفيق أبو علم : كلامها متناسب الفقر ، متشاكل
الأطراف ، تملك القلوب بمعانيه ، وتجذب النفوس بمحكم أدائه ومبانيه ، فهي
في البيان من أغزر القوم مادة ، وأطولهم باعاً ، وأمضاهم سليقة ، وأسرعهم
خاطراً [٣].
وقد رويت لها خطبتان تعدّان من أهم خطب
الصدر الأول ، لأنّها ضمّنتهما أخطر التحولات التي شهدها تاريخ الإسلام بعد رحيل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وفضلاً عن ذلك فقد نسبت للزهراء عليهاالسلام بعض القصائد الشعرية
البليغة ، ممّا يدل علىٰ تمكّنها من ناصية اللغة ومعرفتها لهذا الفن.
قال ابن رشيق القيرواني : وكانت فاطمة عليهاالسلام تقول الشعر ، ورويت
لها
[١]
راجع الكافي / الكليني ١ : ٢٣٨ ـ ٢٤٢. وبصائر الدرجات / الصفار : ١٧٣ ـ ١٧٩
الأعلمي ـ طهران. ودلائل الإمامة / الطبري : ١٠٤ / ٣٤.
[٢]
راجع طرقه في عوالم الزهراء عليهاالسلام / البحراني ٢ : ٨٤٣
ـ ٨٥٢.