اسم الکتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 259
إنّهم أخطأوا فيه
السنّة ، فإنّ القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع فيترك الكفّ ، قال : لِمَ؟
قال : لقول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: السجود على سبعة أعضاء : الوجه واليدين والركبتين والرجلين فإذا قطعت يده من
الكرسوع أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها ، وقال الله تبارك وتعالى : (وإنّ المساجد لله) يعني به هذه
الأعضاء السبعة التي يسجد عليها (فلا تدعوا
مع الله أحداً) وما كان لله لم يقطع ، قال : فأعجب
المعتصم ذلك فأمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكفّ.
قال زرقان : إنّ أبا داود قال : صرت إلى
المعتصم بعد ثالثة فقلت : إنّ نصيحة أمير المؤمنين عليّ واجبة ، وأنا أكلّمه بما
أعلم إنّي أدخل به النار قال : ما هو؟ قلت : إذا جمع أمير المؤمنين في مجلسه فقهاء
رعيّته وعلماءهم لأمر واقع من أمور الدين فسألهم عن الحكم فيه ، فأخبروه بما عندهم
من الحكم في ذلك.
وقد حضر المجلس أهل بيته وقوّاده
ووزرائه ، وكتّابه ، وقد تسامع الناس بذلك من وراء بابه ، ثمّ يترك أقاويلهم كلّهم
، لقول رجل : يقول شطر هذه الأمّة بإمامته ، ويدّعون أنّه أولى منه بمقامه ، ثمّ
يحكم بحكمه دون حكم الفقهاء.
قال : فتغيّر لونه ، وانتبه لما نبّهته
له ، وقال : جزاك الله عن نصيحتك خيراً ..)[١].
لقد اقترف أبو داود أخطر جريمة في
الإسلام ، فقد دفع المعتصم إلى اغتيال إمام من أئّمة أهل البيت عليهمالسلام الذين فرض الله مودّتهم على هذه الأمة
، والويل لكلّ من شَرِك في دمائهم.
تنبّأ الإمام بوفاته :
واستشفّ الإمام الجواد عليهالسلام من وراء الغيب أنّ الأجل المحتوم
سيوافيه وأنّ عمره
[١] تفسير العياشي :
ج ١ ص ٣١٩ ، البرهان : ج ١ ص ٤٧١ ، البحار : ج ١٢ ص ٩٩ ، وسائل الشيعة : ج ١٨ ص
٤٩٠.
اسم الکتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 259