responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 185

ومنها : خاتم الحسين عليه‌السلام :

فقد كان الإمام زين العابدين عليه‌السلام يتختّم بخاتم أبيه الحسين عليه‌السلام [١].

كما كان ينقش على خاتمه : « خزيَ وشقي قاتل الحسين بن علي عليه‌السلام » [٢].

ومن المؤكد أن الإمام عليه‌السلام لم يتبع هذه الأساليب لمجرد الانعطاف مع العواطف والسير وراءها ، ولا لضعف في نفسه ، أو لاستيلاء هول الفجيعة على روحه ، ولم يتّخذ مواقفه من بني أمية نتيجة للحقد أو الأنتقام الشخصي ، ممن له يد في مذبحة كربلاء.

وإنما كان عليه‌السلام يلتزم بتلك الخطط ويتبع تلك الأساليب لإحياء الفكرة التي من أجلها قتل الحسين عليه‌السلام واستشهد هو وأصحابه على أرض كربلاء فضرّجوا تربتها بدمائهم الزكية.

ولقد أثبت ذلك بصراحة في حياته العملية :

فقد كانت له علاقات طبيعية مع عوائل بعض الأمويين مثل مروان بن الحكم ، الذي التجأ بأهله وزوجته وهي عائشة ابنة عثمان بن عفان الى بيت الإمام زين العابدين عليه‌السلام ، فأصبحوا تحت حمايته ، مع أربعمائة عائلة من بني عبد مناف ، مدّة وجود الجيش الأموي في المدينة ، فأمنوا من استباحتهم لها وهتكهم الأعراض فيها في واقعة الحرّة الرهيبة [٣].

وبالإضافة الى أن الأئمة عليهم‌السلام بعيدون عن روح الانتقام الشخصي وإنما يغضبون لله لا لأنفسهم ، فإنهم يشملون باللطف والرحمة للنساء والأطفال في مثل تلك الظروف ، وبذلك يكسبون ودّ الجميع حتّى الأعداء ، ويثبتون جدارتهم ، ولياقتهم

__________________

شهر آشوب ( ٤ / ١٦٢ ) عن مصباح المتهجد للشيخ الطوسي.

[١] نقش الخواتيم ، للسيد جعفر مرتضى ( ص ١١ ).

[٢] نقش الخواتيم ، للسيد جعفر مرتضى ( ص ٢٥ ) عن الكافي ( ٦ : ٤٧٣ ) ومسند الرضا عليه‌السلام ( ٢ : ٣٦٥ ) وبحار الأنوار ( ٤٦ : ٥ ).

[٣] أنساب الأشراف ( ٤ : ٣٢٣ ) تاريخ الطبري ( ٥ : ٤٩٣ ) ومروج الذهب ( ٢ : ١٤ ) وكشف الغمة ( ٢ : ١٠٧ ).

اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 185
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست