responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 170

إن الإمام زين العابدين عليه‌السلام بهذا الجهاد الظريف يحرق ما كدّسه بنو اُمية طوال السنين المظلمة لحكمهم من أطنان الكذب والافتراء ضدّ علي عليه‌السلام ، وينسف كل الاُسس التي بنوا عليها ظلمهم وجورهم لسيد العترة وزعيم أهل البيت الطاهر أمير المؤمنين علي عليه‌السلام.

٣ ـ إنارة السبيل للعُبّاد والصالحين :

إن الإمام زين العابدين عليه‌السلام وهو يمثّل الإسلام في تصرفاته وأقواله ، كان المثل الأفضل للعبّاد والصالحين ، ومن أراد أن يدخل هذا المسلك الشريف فله من الإمام عليه‌السلام خير دليل ومرشد ، ومن أقواله خير منهج وطريقة.

وقد رسم خطوطا عريضة للسير والسلوك ، تمثّل أفضل ما قرّره علماء هذا الفنّ ، وإليك أمثلة من تلك :

فقال عليه‌السلام : إنّ قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد ، وآخرين عبدوه رغبة فتلك عبادة التجّار ، وقوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار [١].

فربط بين الحرية ، وبين عبادة الله ، وبين الروح غير الخانعة ولا الطامعة بل المتطلّعة الى الله ، والمتقرّبة الى رضوانه ، بالتزام العبادة له ، والطالبة للمزيد بالشكر ، حيث وعد وقال : ( لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ) [ سورة إبراهيم (١٤) الآية ٧ ].

وسئل عليه‌السلام : عن صفة الزاهد في الدنيا؟

فقال : يتبلّغ بدون قوته ، ويستعد ليوم موته ، ويتبرّم في حياته [٢].

وقال له رجل : ما الزهد؟

فقال عليه‌السلام : الزهد عشرة أجزاء :

فأعلى درجات الزهد ، أدنى درجات الورع ، وأعلى درجات الورع أدنى درجات اليقين ، وأعلى درجات اليقين أدنى درجات الرضا ، وإن الزهد في آية من كتاب الله ( لِكَيْلَا


[١] تاريخ دمشق ( الحديث ١٤١ ) وهذا من كلام الإمام علي أمير المؤمنين عليه‌السلام رواه الرضي في نهج البلاغة بالارقام ( ٦٥ و ٢٣٧ و ٢٧٦ ) من الباب الثالث : قصار الحكم.

[٢] تاريخ دمشق ( الحديث ١٣٤ ).

اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 170
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست