responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 160

ومن المؤسف ـ حقا ـ أن مدينة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صارت ـ في العصر الأموي ـ مركزا للحياة العابثة ، وكان من المؤمّل أن تصبح معهدا للثقافة الدينية ، ومصدرا للإشعاع الفكري والحضاري في العالم الإسلامي ، إلاّ أن الأمويين سلبوها هذه القابلية ، وأفقدوها مركزيّتها الدينية والسياسية [١].

ولمّا خرج عروة بن الزبير من المدينة واتخذ قصرا بالعقيق ، وقال له الناس : قد أجفرت مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم! قال : إنّي رأيت مساجدهم لاهية ، وأسواقهم لاغية ، والفاحشة في فجاجهم عالية [٢].

وأضاف القرطبي : وكان في ما هناك عمّا أنتم فيه عافية [٣].

إنه ـ في مثل هذه الأجواء والظروف ـ ليس عفويا ، ولا عن غير هدف :

أن يظلّ الإمام زين العابدين عليه‌السلام في المدينة ، يعظ الناس ويرشدهم ، ويدعوهم الى نبذ المتع ، ويحذّرهم من اللغو واللهو ومن الزينة والتفاخر.

فكان عليه‌السلام يقول : لا قدّست اُمّة فيها البَربط [٤].

لقد كان له مجلس في مسجد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يعظ الناس فيه :

قال سعيد بن المسيب : كان علي بن الحسين عليه‌السلام يعظ الناس ويزهّدهم في الدنيا ، ويرغّبهم في أعمال الآخرة ، بهذا الكلام ، في كل جمعة ، في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وحفظ عنه ، وكتب ، كان يقول :

أيّها الناس! اتقوا الله واعلموا أنكم إليه ترجعون ، فتجد كلّ نفس ما عملت ـ في هذه الدنيا ـ من خير محضرا وما عملت من سوء ، تودّ لو أنّ بينها وبينه أمدا بعيدا ، ويحذّركم الله نفسه [ مقتبس من القرآن الكريم. سورة آل عمران «٣» الآية «٣٠» ].

ويحك! يابن آدم الغافل ، وليس بمغفول عنه!


[١] لاحظ حياة الإمام زين العابدين للقرشي (ص ٦٧٠) واقرأ في الصفحات ( ٦٦٥ ـ ٦٧١ ) أخبارا من ترف الأمويين ، وحياة اللهو والغناء وحفلات الرقص في المدن المقدسة ـ المدينة ومكة ـ.

[٢] مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ( ١٧ : ٢٣ ).

[٣] جامع بيان العلم ( ٢ / ).

[٤] لسان العرب مادّة ( بربط ).

اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 160
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست