responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 159

حاجة شخصيّة ، وتقرّب خاص ، بل كان وراءها تدبير اجتماعي مهمّ جدّا ، إذ أنّ الامويين ـ في تلك الفترة بالخصوص ، وبعد سيطرتهم على مقدّرات العباد والبلاد ـ جدّوا في إشاعة الفساد ، وتمييع المجتمع ، وترويج الترف واللهو ، بين الناس ، بهدف تبرير أعمالهم المخالفة للشرع المقدس ، المنافية للعرف الذي يبتنى على العفة والشرف ، وسعيا لتخدير الناس ، وإبعاد الأمة عن الروح الإسلامية الواثبة المقتدرة التي تمكّن المسلمون بها من السيطرة على مساحات شاسعة من العالم وحضارات لامبراطوريات مجاورة لها بعد أن كانوا من الشعوب المتخلّفة تتخطفهم الأمم من حولهم ، لا يملكون لعدوّهم دفعا ، ولا عن ذمارهم منعا.

وقد خاطبتهم الزهراء فاطمة ابنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واصفة حالتهم بقولها : ... وكنتم على شفا حفرة من النار ، مذقة الشارب ونهزة الطامع ، وقبسة العجلان ، وموطأ الأقدام ، تشربون الطرق وتقتاتون الورق ، أذلة خاسئين تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم ، فأنقذكم الله تبارك وتعالى بأبي [١].

فأرشدهم الرسول الى المجد والعلا والكرامة والعلم.

لكنّ الأمويين ـ ولأجل إخماد ثورة الإسلام في نفوس الناس ـ أخذوا في ترويج الفحشاء والمنكر ، والفجور والخمور ، والظلم والخيانة ، حتى ضرب بهم المثل في خرق العهود والمواثيق ، وتجاوز الأعراف والموازين المقبولة بين الناس ، وتلاعبوا بكلّ المقدّرات والمقرّرات ، وانغمسوا ـ وجرّوا الناس معهم ـ في الرذيلة واللعب ، ومعهم الجيل الناشىء من الأمة ، الذي نما على هذه الروح الطاغية اللاهية.

حتى جعلوا من مدينة الرسول الطيبّة ، مركزا للفساد.

قال أبو الفرج الأصبهاني : إن الغناء في المدينة لا ينكره عالمهم ، ولا يدفعه عابدهم [٢] وحتى : كانت يثرب تعجّ بالمغنيّات ، .....


[١] بلاغات النساء ( ص ١٣ ) وانظر : فدك للقزويني ( ص ١٥٣ ) وخطبتها عليها‌السلام في مسجد أبيها صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما منعها ابو بكر فدكا مروية في الاحتجاج للطبرسي ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ( ٤ / ٧٨ ) ، وطرقها عديدة متضافرة.

[٢] الأغاني ـ طبع دار الكتب ـ ( ٨ : ٢٢٤ ) ولاحظ ( ٤ : ٢٢٢ ) ففيه موقف مالك فقيه المدينة ، وانظر العقد الفريد ( ٣ : ٢٣٣ و ٢٤٥ ).

اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 159
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست