responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 142

وعن عمرو بن ثابت ، قال : لمّا مات علي بن الحسين عليه‌السلام وجدوا بظهره أثراً ، فسألوا عنه؟ فقالوا : هذا ممّا كان ينقل الجراب على ظهره الى منازل الأرامل [١].

وهذه الدقة في السّرّية كانت من أجل إلهاء عيون الدولة عن مواقفه.

مع أن الهدف الأساسي من هذا العمل ـ وهو تمويل الناس وتموينهم ـ كان يتحقّق بتلك الطريقة الهادئة.

ومع أن معرفة الناس للأمر ـ ولو بعد حين ـ كان أوقع في النفوس وأكثر تأثيرا في حبّ الناس لأهل البيت عليهم‌السلام.

ومع ما في ذلك من البعد عن الرياء ، والسمعة ، والمباهاة.

وقد وصلت سرية عمله عليه‌السلام الى حدّ أنه كان يتّهم بالبخل :

قال شيبة بن نعامة: كان علي بن الحسين يبخّل ، فلمّا مات وجدوه يعول مائة أهل بيت بالمدينة [٢].

وقال ابن عائشة ، عن أبيه ، عن عمّه : قال أهل المدينة : ما فقدنا صدقة السرّ حتى مات علي بن الحسين [٣].

وهذا واحد من أساليب عمله في رفع هذه المشكلة ، وقد اتّبع أساليب اُخرى ، نقرأ عنها الأحاديث التالية :

إنه عليه‌السلام كان يعتبر المشكلة الاقتصادية محنة كبيرة أن يجد الفقر متفشيا في الدولة الإسلامية ، وهي السعة بحيث لا يمكن معالجتها بسهولة :

ففي الحديث : شكا إليه عليه‌السلام بعض أصحابه دينا ، فبكى الإمام عليه‌السلام فلمّا سئل عن سبب بكائه؟ قال عليه‌السلام : وهل البكاء إلاّ للمحن الكبار!؟ وأي محنة أكبر من أن يرى الإنسان أخاه المؤمن في حاجة لا يتمكّن من قضائها ، وفي فاقة لا يطيق دفعها [٤].

وأسلوب آخر في التركيز على مقاومة المشكلة :


[١] تاريخ دمشق ( الحديث ٧٩ ) مختصر أبن منظور ( ١٧ : ٢٣٨ ).

[٢] تاريخ دمشق ( الحديث ٨٠ ) مختصر أبن منظور ( ١٧ : ٢٣٩ ).

[٣] حلية الاولياء ( ٣ : ٣٦١ ) ، تاريخ دمشق ( الحديث ٨١ ) مختصر أبن منظور ( ١٧ : ٢٣٩ ) ، وسير أعلام النبلاء ( ٤ : ٣٩٣ ).

[٤] أمالي الصدوق ( ص ٣٦٧ ) ونقله في عوالم العلوم ( ص ٢٩ ) في حديث طويل.

اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 142
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست