responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 141

الديوان ، وأسقطوا عطاءه ورزقه [١].

ولا ريب في أن رفع المستوى المعيشي لدى أفراد الأمة هو واحد من أهمّ الأهداف المرسومة لأيّة محاولة ثورية ، أو عمل إصلاحي ، حتى لو لم تكن دينية ، فكيف بها إذا كانت إلاهيّة ، يقودها شخص الإمام العادل؟!

إنّ التحرّك للإصلاح ، والناس في بؤس وتخلّف اقتصادي ، سوف يكلّفهم الكثير الذي قد يعجزون عنه ، ولو تمكّن قائد ما أن يرفع من المستوى الأقتصادي للأمة ، فهم يكونون في حالة أفضل لتقبّل اُطروحة الإصلاح ، ويكون أوكد على صمودهم أمام الضغوط التي تفرض عليهم من قبل الظالمين والمعتدين.

ثم إنّ السعي في هذا المجال ، والمال حاجة يوميّة لكل أحد ، أوكد في تعميق الصلة بين القيادة والقاعدة ، من حيث تحسّس القيادة لأمسّ الحاجات ، وأكثرها ضرورة وأسرعها نفعا ، فتكون دليلا على حقّانيّة سائر الأهداف التي تعلن للخطة الإصلاحية.

ولقد كان الإمام زين العابدين عليه‌السلام يزاول عمليّة تموين الناس بدقة فائقة ، خاصّة عوائل الشهداء والمنكوبين في معارك ضد الدولة ، يقوم بذلك في سرّية تامّة ، حتى خفيت ـ في بعض الحالات ـ على أقرب الناس إليه عليه‌السلام.

والأهم من ذلك : أن الفقراء انفسهم لم يطلّعوا على أن الشخص المموّن لهم هو الإمام زين العابدين عليه‌السلام إلاّ بعد وفاته ، وانقطاع اُعطياته!

فعن أبي حمزة الثمالي : إن علي بن الحسين عليه‌السلام كان يحمل الخبز بالليل ، على ظهره يتبع به المساكين في طلمة الليل ، ويقول : « إنّ الصدقة في سواد الليل تطفىء غضب الرّب » [٢].

وعن محمد بن إسحاق ، قال : كان ناس من أهل المدينة يعيشون ، لا يدرون من أين كان معاشهم ، فلمّا مات علي بن الحسين عليه‌السلام فقدوا ما كان يؤتَوْو به بالليل [٣].


[١] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ( ١١ : ٤٥ ).

[٢] تاريخ دمشق ( الحديث ٧٦ ) مختصر ابن منظور ( ١٧ : ٢٣٨ ).

[٣] تاريخ دمشق ( الحديث ٧٧ ) مختصر ابن منظور ( ١٧ : ٢٣٨ ).

اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 141
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست