responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 115

وأخيرا : في إعمار الكعبة المعظّمة

وللإمام موقف عظيم يدلّ على المراقبة التامّة لما يجري ، مع التصدّي لاعتداءات الحكام الظلمة على الرموز الأساسية للدين ، وهو : موقفه من إعادة تعمير الكعبة ، في ما رواه الكليني والصدوق ، بسندهما عن أبان بن تغلب ، قال : لما هدم الحجّاج الكعبة ، فرّق الناس ترابها ، فلمّا جاءوا الى بنائها وأرادوا أن يبنوها ، خرجت عليهم حيّة ، فمنعت الناس البناء حتى انهزموا ، فأتوا الحجّاج ، فأخبروه ، فخاف أن يكون قد منع بناءها ، فصعد المنبر ، وقال : أُنشد الله عبدا عنده خبر ما ابتُلينا به ، لما أخبرنا به.

قال : فقام شيخ فقال : إن يكن عند أحد علم ، فعند رجل رأيته جاء الى الكعبة ، وأخذ مقدراها ، ثم مضى.

فقال الحجّاج : من هو؟

قال : علي بن الحسين.

قال : مَعْدِنُ ذلك ، فبعث الى علي بن الحسين ، فأخبره بما كان من منع الله إيّاه البناء.

فقال له علي بن الحسين :

يا حجّاج! عمدت الى بناء إبراهيم ، وإسماعيل عليهما‌السلام وألقيته في الطريق وانتهبه الناس كأنك ترى أنه تراث لك.

إصعد المنبر ، فأنشد الناس أن لا يبقى أحد منهم أخذ منه شيئا إلاّ ردّه.

قال : ففعل ، فردّوه ، فلمّا رأى جيمع التراب ، أتى علي بن الحسين فوضع الأساس ، وأمرهم أن يحفروا.

قال : فتغيّبت عنهم الحيّة ، وحفروا حتى انتهى الى موضع القواعد.

فقال لهم علي بن الحسين : تنحّوا ، فتنحّوا ، فدنا منها فغطّاها بثوبه ، ثم بكى ، ثم غطّاها بالتراب ، ثم دعا الفعلة ، فقال : ضعوا بناءكم.

فوضعوا البناء ، فلمّا ارتفعت حيطانه ، أمر بالتراب فأُلقي في جوفه.

اسم الکتاب : جهاد الامام السجّاد المؤلف : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 115
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست