responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس المؤلف : الكركي الحائري، السيد محمد    الجزء : 1  صفحة : 47

و شرّدوهم عن بلادهم، و قطعوهم عن موادّهم، و جعلوا الجزع شعارهم، و الهلع دثارهم، و تركوهم عماله يتكفكفون، و حاملين لا يعرفون، عباديد[1] في الأقطار، و متفرّقين في الأمصار، قد اخرجوا من ديارهم بغير حقّ إلّا أن يقولوا ربّنا اللّه‌[2]، و اوذوا لاعتقادهم العصمة و الصدق في أولياء اللّه لا ذنب لهم إلّا حبّ أهل بيت نبيّهم الأطهار، و بغض أعدائهم الظلمة الفجّار، الّذين خالفوا نبيّك، و هضموا وليّك، و استحلّوا حقّه، و أكذبوا صدقه، و جحدوا نصّ النبيّ عليه، و وجّهوا و جهة ظلمهم إليه، و منعوا الزهراء نحلتها، و استصفوا بلغتها، و خالفوا والدها، و كذّبوا شاهدها، و قتلوا ذرّيّتها بعدها.

اللهمّ فطوّقهم أطواق لعنتك، و اقرعهم بقوارع نقمتك، و صبّ عليهم سوط عذابك، و صخّ‌[3] أسماعهم بصوت عقابك، و ارفع لنا عندك درجة ببغضهم، و هيّئ لنا من أمرنا رشدا[4]- بغضهم- و لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين، و نجّنا برحمتك من القوم الكافرين‌[5].

اللهمّ الحظ سلطاننا بعين عنايتك، و نوّر نصره و احففه بملائكتك، و افرغ عليه منك واقية باقية، و ثبّت له قدم صدق في معارج التوفيق راقية، و اجعل له من لدنك سلطانا نصيرا، و اقسم له من مغانم ألطافك فضلا كبيرا، و ردّ أعداءه بغيظهم لن ينالوا خيرا (رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ وَ الْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً)[6]


[1] عباديد و عبابيد: أي متفرّقين.« لسان العرب: 3/ 276- عبد-».

[2] إشارة إلى الآية: 40 من سورة الحجّ.

[3] الصاخّة: صيحة تصخّ الاذن أي تطعنها فتصمّها لشدّتها، و منه سمّيت القيامة الصاخّة« لسان العرب: 3/ 33- صخخ-».

[4] إشارة إلى الآية: 10 من سورة الكهف.

[5] إشارة إلى الآيتين: 85 و 86 من سورة يونس.

[6] سورة الأحزاب: 68.

اسم الکتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس المؤلف : الكركي الحائري، السيد محمد    الجزء : 1  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست