و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: ما سمع واعيتنا أهل
البيت أحد فلم يجبنا إلّا أكبّه اللّه على منخريه في النار[1][2].
[بدء فتنة عائشة و
مضيّها إلى مكّة، و استئذان طلحة و الزبير من أمير المؤمنين عليه السلام في المضيّ
إلى مكّة]
و كانت عائشة لمّا اجتمع
الناس لقتل عثمان من أعظم المحرّضين عليه، كانت تقول: اقتلوا نعثلا[3]، قتل اللّه
نعثلا. و كانت تقول: هذا قميص رسول اللّه لم يبل و قد بليت سنّته، و تركته في
الفتنة و مضت إلى مكّة، و كانت تؤلّب عليه و تقول: لا يصالح للخلافة إلّا ذو
الاصبع- يعني طلحة-[4].
و لمّا سمعت بقتله أقبلت
من مكّة قاصدة المدينة، و في كلّ منزل تثني على طلحة و ترجو أن يكون الأمر له،
فلمّا وصلت إلى مكان في طريق مكّة يقال له «سرف» و سمعت ببيعة علي عليه السلام
قالت: ردّوني، و انصرفت راجعة إلى مكّة تنتظر الأمر، و جعلت تؤلّب على علي عليه
السلام، و كاتبت طلحة و الزبير و عبد اللّه بن عامر بن كريز، فلحقوا بها بعد أن
طلبوا من أمير
[1] قال المجلسي رحمه اللّه: لعلّ المراد أنّ مع سماع
الواعية و ترك النصرة العذاب أشدّ، و إلّا فالظاهر وجوب نصرتهم على أيّ حال.
[2] روى الصدوق في الأمالي: 118 ح 6 قول الحسين
عليه السلام: فو الّذي نفس الحسين بيده لا يسمع اليوم واعيتنا أحد فلا يعيننا إلّا
أكبّه اللّه لوجهه في جهنّم. عنه البحار: 44/ 256 ح 4، و مدينة المعاجز: 2/ 171 ح
473، و عوالم العلوم: 17/ 147 ح 3.
[3] قال ابن الأثير في النهاية: 5/ 80: النعثل:
الشيخ الأحمق. و منه حديث عائشة:
« اقتلوا نعثلا، قتل اللّه نعثلا»
تعني عثمان.
و قال الفيروزآبادي في القاموس
المحيط: 4/ 59: النعثل: الذكر من الضباع، و الشيخ الأحمق، و يهودي كان بالمدينة، و
رجل لحيانيّ كان يشبّه به عثمان.
[4] انظر: كشف الغمّة: 1/ 238- 239، و نهج الحقّ و
كشف الصدق: 368- 369.