إذ كان يفخر به على
عدنان و قحطان، بل كان يقرّ به عين أبيه إبراهيم خليل الرحمن[3] و يقول له: إنّه لم يعف
ما شيّدت من معالم التوحيد، بل أخرج اللّه تعالى لك من ظهري ولدا ابتدع من علوم
التوحيد في جاهليّة العرب ما لم تبتدعه أنت في جاهليّة النبط[4]، بل لو سمع هذا الكلام
أرسطوطاليس القائل بأنّه تعالى لا يعلم الجزئيّات؛ لخشع قلبه، وقف شعره[5]، و ارتعدت
فرائصه، و اضطرب قلبه، أ ما ترى ما عليه من الرواء و الجزالة و الفخامة[6]، مع ما قد
اشرب من الحلاوة و الطلاوة و اللطف و السلاسة؟ لا أرى كلاما قطّ يشبه هذا الكلام
إلّا أن يكون كلام الخالق سبحانه، فإنّه نبعة من تلك الشجرة، أو جدول
[3] كذا في شرح النهج، و في الأصل: بل كان يفخر
على عدنان و قحطان، بل كان يفخر على إبراهيم الخليل.
[4] كذا في شرح النهج، و في الأصل: و يقول له: إنّ
اللّه قد أخرج من صلبي ولدا و سيّدا من معالم التوحيد في جاهليّة العرب ما لم
تشيّده أنت في جاهليّة النبط.
[5] كذا في شرح النهج، و في الأصل: لا يعلم الحري
الزماني لفقّ شعره.
[6] في شرح النهج: من الرواء و المهابة، و العظمة
و الفخامة، و المتانة و الجزالة.