[أنّ أمير المؤمنين عليه السلام لم يشرب الخمر حتى قبل تحريمها]
ثمّ انّه صلوات اللّه
عليه لم يشرب الخمر قطّ، و لم يأكل ما ذبح على النصب، و غير ذلك من الفسوق و قريش
ملوّثون بها[1].
روى قتادة، عن الحسن
البصري، قال: اجتمع علي و عثمان بن مظعون و أبو طلحة و أبو عبيدة و معاذ بن جبل و
سهيل بن بيضاء و أبو دجانة في منزل سعد بن أبي وقّاص، فأكلوا شيئا، ثم قدّم إليهم
شيئا من الفضيح، فقام أمير المؤمنين عليه السلام و خرج من بينهم، فقال عثمان في
ذلك، فقال علي:
لعن اللّه الخمر، و
اللّه لا أشرب شيئا يذهب بعقلي، و يضحك بي من رآني، و ازوّج كريمتي من لا اريد، و
خرج من بينهم، فأتى المسجد، و هبط جبرئيل بهذه الآية: (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا)- يعني الّذين اجتمعوا في منزل سعد- (إِنَّمَا الْخَمْرُ
وَ الْمَيْسِرُ وَ الْأَنْصابُ وَ الْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ)[2] إلى آخرها،
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: تبّا لها، [و اللّه- يا رسول اللّه- لقد كان بصري
فيها نافذ منذ كنت صغيرا.
قال الحسن:][3] و اللّه
الّذي لا إله إلّا هو ما شربها[4] قبل
تحريمها و لا ساعة قطّ[5].
ثمّ إنّه كان أبو طالب و
فاطمة بنت أسد ربّيا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله،