إنّ هذا الكتاب- كما هو
واضح من عنوانه- يبحث عن «تاريخ أهل البيت عليهم السلام».
و المراد بهم النبيّ
الأعظم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و ابنته فاطمة الزهراء عليها السلام، و
الأئمة الإثنا عشر عليّ و أولاده الأحد عشر عليهم السلام.
و قد تعدّدت الأسانيد
الى هذا الكتاب، و اختلف علماء الفهرسة و الببليوغرافيا في نسبته الى مؤلّف معيّن.
لكنّ ذلك التعدّد، و هذا
الاختلاف، لم يؤثّرا في وحدة النصّ شيئا، فنجد مقاطع بعينها ترد في الروايات، عدا
ما يوجد مثله من الاختلاف بين النسخ المتعدّدة- تلك الاختلافات الضئيلة التي لا
يخلو منها كتاب- ممّا لا يخرج النصّ معها عن «الوحدة».
و اذا جمعنا بين تلك
الامور:
1- تعدّد الأسانيد و
انتهاءها الى الأئمّة الأربعة الباقر و الصادق و الرضا و العسكريّ عليهم السلام.
2- الاختلاف في نسبة
الكتاب الى مؤلّف معيّن.
3- وحدة النصّ.
أمكننا أن نقطع بحقيقة
مهمّة، و هي: أنّ هذا النصّ كان- على مدى الزمن، منذ إنشائه و تأليفه، و حتى الآن-
نصّا متّحدا، متوارثا، محفوظا، متداولا، تلقّاه إمام عن إمام، و ألقاه الأئمّة
عليهم السلام الى أصحابهم، و تداولته الامّة، و تناقله أعلام المؤرّخين، كما هو من
دون تبديل.
و هذه الحقيقة، نجدها
ملموسة في الكتاب، في فصله الأوّل: ما يرتبط