اسم الکتاب : العباس بن علي عليهما السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 46
بقيادة أخيه أبي الأحرار
في وجه الطاغية السفّاك ، وتحققت بثورتهم كلمة الله العليا في نصر الإسلام وإنزال
الهزيمة الساحقة بأعدائه وخصومه.
ويستمرّ الإمام الصادق عليهالسلام في زيارته لعمّه العباس فيسجّل ما
يحمله من إكبار وتعظيم ، فيقول :
« أشهد أنّك قد بالغت في النصيحة ، وأعطيت غاية
المجهود فبعثك الله في الشهداء ، وجعل روحك مع أرواح السعداء ، وأعطاك من جنانه
أفسحها منزلاً ، وأفضلها غرفاً ، ورفع ذكرك في علّيين وحشرك مع النبّيين ، والصديقين
والشهداء ، والصالحين ، وحسن أُولئك رفيقاً.
أشهد
أنّك لم تهن ولم تنكل ، وانّك مضيت على بصيرة من أمرك ، مقتدياً بالصالحين ، ومتبعاً
للنبيّين ، فجمع الله بيننا ، وبينك وبين رسوله وأوليائه في منازل المخبتين ، فانّه
أرحم الراحمين..
» [١].
ويلمس في هذه البنود الأخيرة من الزيارة
مدى أهميّة العبّاس ، وسموّ مكانته عند إمام الهدي الإمام الصادق عليهالسلام ، وذلك لما قام به هذا البطل العظيم من
خالص النصيحة ، وعظيم التضحيّه لريحانة رسول الله صلىاللهعليهوآله
الإمام الحسين عليهالسلام
، كما دعا الإمام له ببلوغ المنزلة السامية عند الله التي لا ينالها إلاّ الأنبياء
، واوصيائهم ، ومن أمتحن الله قلبه للإيمان.
٣ ـ الإمام الحجّة :
وأدلى الإمام المصلح العظيم بقيّة الله
في الأرض قائم آل محمد صلىاللهعليهوآله
[١] مفاتيح الجنان
للقمّي وغيره من كتب الزيارات والأدعية.
اسم الکتاب : العباس بن علي عليهما السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 46