اسم الکتاب : العباس بن علي عليهما السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 45
الجنّة ، وريحانة
رسول الله صلىاللهعليهوآله الإمام
الحسين عليهالسلام فقد فداه
بروحه ، ووقاه بمهجته ، وصبر على ما لاقاه في سبيله من المحن والشدائد مبتغياً في
ذلك الأجر عند الله ، فجزاه الله عن نبيّه الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله وعن باب مدينته الإمام أمير المؤمنين ،
وعن الحسن والحسين أفضل الجزاء على عظيم تضحياته.
ويستمرّ مجدّد الإسلام الإمام الصادق عليهالسلام في زيارته لعمّه العبّاس ، فيذكر صفاته
الكريمة ، وما له من المنزلة العظيمة عند الله تعالى ، فيقول بعد السلام عليه :
«
أشهد ، وأُشهد الله أنّك مضيت على ما مضى به البدريون والمجاهدون في سبيل الله ، المناصحون
له في جهاد أعدائه ، المبالغون في نصرة أوليائه ، الذابّون عن أحبّائه ، فجزاك
الله أفضل الجزاء وأوفى الجزاء ، وأوفى جزاء أحد ممن وفي ببيعته ، واستجاب لدعوته
، وأطاع ولاة أمره ... ».
لقد شهد الإمام الصادق العقل المفكّر
والمبدع في الإسلام ، واشهد الله تعالى على ما يقول : من أنّ عمّه أبا الفضل
العبّاس عليهالسلام قد مضى في
جهاده مع أخيه أبي الأحرار الإمام الحسين عليهالسلام
، على الخطّ الذي مضى عليه شهداء بدر الذين هم من أكرم الشهداء عند الله فهم الذين
كتبوا النصر للإسلام ، وبدمائهم الزكية ارتفعت كلمة الله عالية في الأرض وقد
استشهدوا وهم على بصيرة من أمرهم ، ويقين من عدالة قضيّتهم ، وكذلك سار أبو الفضل
العبّاس على هذا الخطّ المشرق ، فقد استشهد لإنقاذ الإسلام من محنته الحازبة ، فقد
حاول صعلوك بني أميّة حفيد أبي سفيان أن يمحو كلمة الله ، ويلف لواء الإسلام ، ويعيد
الناس لجاهليتهم الأولى ، فثار أبو الفضل
اسم الکتاب : العباس بن علي عليهما السلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 45