وبادرت السيدة فجاءته بالماء فشرب منه ، ثم جلس فارتابت منه فقالت له :
« ألم تشرب الماء ؟.. ».
« بلى .. ».
« اذهب إلى أهلك ان مجلسك مجلس ريبة .. ».
وسكت مسلم فأعادت عليه القول ، وطلبت منه الانصراف من باب دارها ومسلم ساكت ، فذعرت منه ، وصاحت به :
« سبحان الله !! إنّي لا أحلّ لك الجلوس على بابي .. ».
ولمّا حرّمت عليه الجلوس نهض ، وقال لها بصوت خافت حزين النبرات :
« ليس لي في هذا المصر منزل ولا عشيرة ، فهل لك إلي أجر ومعروف أن تقومي بضيافتي في هذه الليلة ، ولعلّي أكافئك بعد هذا اليوم .. ».
وشعرت المرأة بأن الرجل غريب ، وانّه ذو شأن كبير ، ومكانه عظمى ، وانّه سيقوم بمكافئتها إن أسدت عليه إحساناً ومعروفاً فبادرته قائلة :
« ما ذاك يا عبد الله ؟!! »
فقال لها وعيناه تفيضان دموعاً :
« أنا مسلم بن عقيل كذّبني القوم وغرّوني .. ».
فذهلت السيّدة ، وقالت في دهشة وإكبار :
« انت مسلم بن عقيل ؟. ».
« نعم .. ».
وسمحت السيّدة بخضوع وإكبار لضيفها الكبير بتشريف منزلها وقد