اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 92
غلوائهم جزءاً
فجزءاً حتى أعادهم من سواء الناس ، ويهدم بناءهم لبنة فلبنة حتى ساوى به الأرض ،
وكان ذلك على مراحل دقيقة الحساب.
في المرحلة الأولى أبان اسبقية
المهاجرين فقال :
« ايها الناس؛ لقد خصّ الله المهاجرين
الأولين من قوم رسول الله بتصديقه ، والايمان به ، والصبر معه على شدة أذى قومهم
وتكذيبهم ، وكل الناس لهم مخالف ، وعليهم زار ، ولكنهم لم يستو حشوا لقلّه ،
وكانوا اول من عبدالله في الارض ، وآمن بالرسول ، هم أولياؤه وعشيرته ، وهم أحق
الناس بالامر بعده«
وقاطعه خطيب الأنصار « أما بعد : فنحن
أنصار الله وكتيبة الإسلام ،وأنتم يا معشر المهاجرين رهط منا »
فبادره ابو بكر هينّاً لينّاً في مرحلة
ثانية « أنتم من لا ينكر فضلهم في الدين ، ولا سابقتهم في الإسلام ، رضيكم الله
أنصاراً لدينه ورسوله ، وجعل إليكم هجرته ، وفيكم جلّة أزواجه وأصحابه ، فليس بعد
المهاجرين الأولين عندنا بمنزلتكم ، لاتفتاتون بمشورة ، ولاتقضى دونكم الأمور »
اثنى على الانصار إذن ، وأخرّهم عن
المهاجرين ، وجعلهم بمثابة المستشارين ، وبمنزلة الثانويين من الأمر ، ولكن سعداً
ردّ عليه :
» يامعشر الانصار ، لما أراد لكم ربكم
الفضلية ساق إليك الكرامة ، وخصّكم بالنعمة ، فرزقكم إلايمان به وبرسوله ، والمنع
له ولأصحابه ، والإعزاز له ولدينه ...... يامعشر الأنصار ، فأستبدوا بهذا الامر
دون الناس ، فإنه لكم دون الناس ».
اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 92