اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 91
سياسة مثلى في حسن التأتي ، وقيادة عليا
في المجابهة والتحدي ، وزعامة متأصلة في الأخذ والرّد سلباً وايجاباً ، في كل ذالك
سيل من الوعيد تازة ، وصدام في الاحتجاج تازة أخرى ، تطيّيب للخواطر حيناً ،
وإغراء بالوعود حيناً اخر ، يرخى الحبل فيجذب جذباً رفقياً تارة وعنيفاً تارة ،
ويتراخى الامر فيشدّ إحكماماً؛ وإبراماً ، حتى انتهى ذلك إلى بيعة أبي بكر فلتةً
وقى الله المسلمين شرها على حد تعبير عمر.
ولم يمنع حزن أمهات المؤمنين ـ والنبي
بعد لمّا يقبرـ من إلانضمام لهذا الفريق ، فقد عملت له عائشه جهاراً ، وقد باركته
حفضة إعلاناً واسراراً ، ولاذ من لاذ بالصمت.
ولم يكن الانصار بمناى عن هذا التخطيط ،
ولا بغفلة عن هذا الترّبص ،وذالك أبان حدوثه وقبل ان ينتهي إلى نتيجة ، بل تناهى
إلى سمعهم نية القوم بإبعاد الأمر عن أهل البيت ، وأدركوا أن الأمر لمن غلب أذن ، فاذا
لم يكن عليٌّ له فلا باس أن يكون لزعيم من زعماء الانصار ، وهم الذين آووا وحاموا
ونصروا ...... فاجتمعوا الي رئيسهم سعد بن عبادة من الخزرج في سقيفة بني ساعدة
للتداول في أمر الخلافة ، وكان سعد مرشح الأنصار لها ، أو هكذا أريد له أن يكون مع
مرضه ، ولم يكن الأفق ناصعاً ، ولا الموقف متسقاً ، وعليهما ضباب من الشبهات ،
واتصل الخبر بالمهاجرين ، فطفق الزعماء الثلاثة إلى السقيفة : عمر يهدر ويزمجر
،وأبو بكر يتلاين ويخطط ، وأبو عبيدة يحلل ويراقب.فجأ الزعماء الأنصار في عقر
دارهم ، وهمّ عمر بالثورة عليهم والعصف بهم ،فسبقه أبو بكر بالخطاب الهادى ء ،
يجرد به الأنصار من إهابهم الفضفاض شيئاً فشيئاً ،حتى يجردّهم منه ، ويطوّح
باحلامهم طيفاً فطيفاً حتى جعله غصة في حلوقهم ، ويخفف من
اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 91