اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 77
مما يخشاه ،
والتصريح منه إثر التصريح بأفضلية علي وأهليته من قبل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يلاقي التاويل والتعليل من قبل علية
القوم ، ويقابل بالإيهام والإبهام من جملة المهاجرين ، يلتمسون بذلك حداثة السن
حيناً ، وحب بني عبد المطلب حيناً آخر ، لتضييعه عن موضعه ، وتمييعه عند مؤداه.
وكان النبي في سنة حجة الوداع ، يؤكد
السنن ، ويثبت الفروض ، ويحيي الأحكام ، وكان يلوّح بل يصرّح في نعني نفسه : يوشك
أن ادعى فأجيب ، أو يقول : قد حان مني خفوق ، وتارة : لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا
، وأخرى : إن حبرائيل كان يعرض عليّ القرآن في كل عام مرة ، وفي هذا العام عرضه
عليّ مرتين ، وهكذا.
ونزلت سورة النصر؛ فسماها المسلمون سورة
التوديع ، لأن المسلمين ودّعوا نبيهم ، لما فيها من إيحاء بتكامل رسالته ، وإنذار
بانتهاء مدته ، لما أمره فيها الله من التسبيح والاستغفار ، وكان بين هذا كثير
الخلوة بعلي ، طويل المناجاة معه ، شديد الاحتراس عليه ، يطلق الكلمة إثر الكلمة
في ترشيحه ، فتارة هو الوزير ، وأخرى هو الوصي ، وسواهما : خليفتي من بعدي ،
والناس يرصدون ذلك بمسمع وبمشهد ، فيسيغه الأنصار دون المهاجرين ، ويتقبله
المستضعفون دون الزعماء ، أو فقل يتقبله أكثر الأنصار ، ـ ويرفضه أكثر المهاجرين ،
وقد يشتد النزاع في ذلك ، وقد يتحوّل إلى صراع مرير ، وقد يلجأ هؤلاء وهؤلاء إلى
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ليفسر لهم
ما قال ، فيقتنع من يقتنع عن رضا ، ويأبى من يأبى عن سخط ، والأمور بقربة من النبي
، وهو يرى بوادر الفرقة تتطلع ، وسحب الفتنة تكاد تنقض ، ووجد بعض القلوب تستوحش
لهذا الحديث ، وبعض المشايخ تأتمر للعصبيات ، والناس في خطوة من الجاهلية ،
والإسلام وتر النفوس ، وهو لا يحاسب بأكثر من الظاهر ،
اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 77