responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي    الجزء : 1  صفحة : 76

الرجلين ، وأواصر القرب ما بينهما ، لا يكاد يفترق أجدهما عن الآخر ، ولا يملّ أحدهما حديث الآخر ، حتى كان علي منه وهو من علي ... لم يكن كل هذا امراً اعتباطياً ، ولا مناخاً اعتيادياً ، وإنما للأمر ما بعده عند النبي. حتى إذا كانت حجة الوداع ، وإذا بالوحي يفجأ النبي : ( * يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) [١].

ما هذا البلاغ الخطير الذي يراد من النبي ، وما هذا الاشفاق من النبي فيه ، أهو يخشى الناس ويحذر عدم الامتثال فيذهب أمره أدراج الرياح؟ أهو من الشدة بحيث يزلزل هذه الرصانة التي تبثها محمد في قومه وأصحابه؟ أهو من الحساسية بحيث يخترق هذا الغشاء الرقيق بينه وبين جملة من ذوي الأحلام والخطر.

لقد رأينا النبي في الأحكام صغيرها وكبيرها يبلغها أولاً بأول لا يخشى في ذلك لومة لائم ، وينزلها بمنزلها المحدد لا يحيد عن ذلك قيد أنملة ، فما هذا التبليغ الجديد - أنه القيادة في نيابته لدى التحاقه بالرفيق الأعلى ، والإستقرار بمقامه في إدارة شؤون الدين والدنيا.

كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يلمحّ تارة ، ويصرّح أخرى بإمامة علي عليه‌السلام يؤمّره على الناس في القيادة ، ولا يؤمّر عليه أحداً ، ينوّه بفضله ويعلي من شأنه ، يخصّه بالمنح العليا ، علماً وتفقهاً ومنزلةً ، ويشاركه بالمهمات الصبعة فيجده أهلاً لحملها ، وهو الذي يأخذ بقسط كبير من وقته الثمين في إفاضات يعلم قليلها ، ويجهل كثيرها ، يعلمن عن بعضها ، ويكتم بعضها الآخر ، ولكن النبي قد يبدو مشفقاً كل الاشفاق عن أن يقول القول الفصل ، والوحي يلجئه إلى الإعلان ، ويضمن له السلامة


[١] سورة المائدة ، الآية : ٦٧.

اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي    الجزء : 1  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست