اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 57
واستطلع النبي الخبر بتفصيلاته وعلم ذلك
، فقال :
« لا نُصِرْتُ إن لم أنصُر خزاعة مما
أنصر به نفسي ».
وسرت هذه الكلمة في الآفاق ، وفتحت على
قريش بابا لم يكن ليغلق إلا بالحرب ، ولا ليوصد دون غزوها في عقر دارها ؛ وتبخرت
تلك الأوهام في الدعة والاطمئنان ؛ فالإسلام لا يقرّ على ضيم مظلوم ولا يفلت منه
كيد ظالم ؛ وأجمع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
أمره على الخروج بالسيف ، وأعلن النفير العام.
وندمت قريش على ما بدر منها ولات ساعة
مندم ، واختارت أبا سفيان ليصلح ما فسد ، ويتدارك ما حدث ، فطوى الصحراء حتى قدم
المدينة ، وكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
قد استقرأ ذهنية قريش ، ولم يغب عن باله ما ستستقر عليه ، فأطلّ على المسلمين وقال
: « كأنكم بأبي سفيان قد جاءكم ، ليشدّ العقد ، ويزيد في المدة » ووقع ما قال ،
فقد جاء أبو سفيان وقال :
يا محمد : إني كنت غائبا في صلح
الحديبية ، فأشدد العهد وزدنا في المدة. قال النبي : هل كان فيكم من حدث.
قال أبو سفيان : معاذ الله.
قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
: نحن على مدتنا وصلحنا.
ولكن أبا سفيان كذب على النبي ، والنبي
يعلم بهذا ، فإن كانت قريش لم تنكث فالعهد لا ينقض ، وإن نكثت فالعهد منقوض ، وهو
ما كان ؛ وفقد أبو سفيان صوابه ، فقد عرف من أمره ما عرف ، وما عليه إلا أن يتشبث
بكل شيء ، ويتوسل الى كل أحد عسى أن يصنع شيئا ، فمضى الى ابي بكر ليكلم له النبي
، فردّه ردّا رفيقا ، وذهب الى
اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 57